07-08-2013 11:34 AM
سرايا - سرايا - سميح العجارمة - بعد نشر "سرايا" ، أمس الثلاثاء،لتفاصيل فضيحة التعيينات القيادية التي أقرتها الحكومة بناءً على تنسيب لجنة التعيينات خرجت الحكومة وبررتها على لسان وزير الاتصال والإعلام الناطق الرسمي باسمها الدكتور محمد المومني، وبدعم فني من وزير العدل وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الدكتور أحمد زيادات بصفته رئيس اللجنة الوزارية لاختيارالوظائف القيادية العليا، والحديث هنا عن تعيينات مدراء عامين لمؤسسات الإقراض الزراعي، وصندوق التنمية والتشغيل، والمؤسسة التعاونية.
تبرير الحكومة نعتقد أنه أحرجها أكثر مما أخرجها من المأزق، والمصيبة أن حكومتنا لا تشعر أنها في مأزق حقيقي نتيجة هذه التعيينات التي لم توقعها في دائرة الشبهات بل في دائرة الاتهام.
كنا نتمنى من الزميل والصديق د. محمد المومني - الذي نحترم ونجل - أن لا يتبع في تبريره المثل الشعبي القائل " عنزة ولو طارت "، وكنا نأمل أن يخرج علينا بقرار من مجلس الوزراء يجمد قرار التعيينات بعد أن عمّ السخط الشعبي بسببه الشارع الأردني.
تحدث المومني وزيادات عن تطبيق إجراءات مرسومة في النظام على خمس مراحل، ونتيجتها - سبحان الله - كانت اختيار صهر النسور! ولو كان رئيس الوزراء شخص آخر من المؤكد ان نتيجة تلك المراحل الخمسة سيكون ابن أو شقيق أو صهر أو اخ أو قريب او صديق ذلك الرئيس!
يذكرنا ذلك بمواقف شهدناها من هذه الغرائب الأردنية : نائب يتم تعيين ابنيه أحدهما في الديوان الملكي والآخر في رئاسة الوزراء، وعند الاستفسار منه يؤكد أنهما تفوقا في اختبارات الاختيار لهذه الوظائف على الجميع!( لا تعليق )..أبناء متنفذين يتم اختيارهم لشغل وظيفة ملحق دبلوماسين وعند السؤال يخبروننا انهم تفوقوا باختبارات التعيين على الجميع!..أيضاً لا تعليق، ولكن احترموا عقولنا.
نعود للتعيينات التي أثارت جدلاً وحنقاً واسعاً بين الأردنيين، لدينا اسماء عدد كبير من الذين تقدموا لتلك الوظائف العليا ممن اطلعنا على سيرهم الذاتية وخبراتهم وشهاداتهم ووجدنا انها منافسة وتتفوق على من تم تعيينهم والذين نحترمهم ونقدر خبراتهم ولكن نعتقد ان هناك من هم أحق منهم، وأنه تم تعيينهم بناءً على سياسات الإرضاء لهم والإقصاء لغيرهم لأجل عيون أبوزهير.
وسنذكر بعض الأسماء التي تم أقصاؤها، وحتى انهم لم يقابلوا بعضهم مثل الدكتور حسين الطراونة، وعماد القضاة، والمهندس عمادالعبداللات، والدكتور رياض الصرايرة، الدكتور مالك ياسين المحادين، والمهندس عيسى الشوبكي، الدكتور صلاح يوسف الطراونة...، وغيرهم الكثير ممن يؤكدون أنهم تقدموا للوظائف ولم يتم الاتصال معهم أو مقابلتهم!..وإذا كان هناك من يقول أن الحياري صاحب خبرة طويلة في مؤسسة الإقراض الزراعين فنقول لماذا تضحكون على الأردنيين وتأملونهم بهذه الوظيفة؟! عينوا الحياري أو غيره من الأحباب والأنسباء والأصحاب مباشرةً .. وصحتين.
نطلب من الحكومة أن تنشر كشف بأسماء جميع المتقدمين لتلك الوظائف ومؤهلاتهم وخبراتهم، ليقارن الشعب الأردني بينهم ويقتنع أن صهر فلان أو ابن علان تم اختياره لأنه يستحق وليس لأنه محسوب على أحد، وحتى يتأكد الأردنيون من صحة ما تقوله الحكومة عن الشفافية والوضوح، وخصوصاً أن حصة "الانطباع العام" عن المتقدم للوظيفة والمقصود بها المقابلة هي 10% فقط، فهل كانت هذه النسبة الضئيلة هي المنفذ السري السحري للحكومة لتمرير رغبات الرئيس بالتعيينات الأخيرة؟!.
لجنة التعيينات هي مجلس وزراء مصغر مكون من وزير العدل ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء رئيساً، وعضوية وزير الاتصال والإعلام، ووزير تطوير القطاع العام، والوزير المختص( وزير الوزارة التي تتبعها المؤسسة التي يتم اختيار مدير عام لها )، كان الأمل كبير بهذه الحكومة المصغرة، ولكن يبدو أنها شكلت لإرضاء رغبات رئيس الوزراء فكانت من نتائجها إهداء مؤسسة الإقراض الزراعي لصهر الرئيس!
لنا الحق أن نتساءل : هل سيكون صندوق الزكاة هو الهدية القادمة لأحد أقارب أو أنسباء النسور أو أحد أقارب أحد الوزراء والمتنفذين؟!...تقدم منذ أكثر من شهرين عدد من الكفاءات الأردنية المتميزة لشغل وظيفة مدير عام صندوق الزكاة وإلى الآن وبعد هذه المدة الطويلة لم يتم اختيار أحد لشغل الموقع! فاصبح هناك شعور لدى لمتقدمين أن لجنة التعيينات تتلاعب بهم وأنهم مجرد كومبارس لتمثيل دور حتى يعطوا صفة شرعية لاختيار شخص بعينه اختارته الحكومة مسبقاً وقبل الإعلان عن الوظيفة في الصحف لإرضاء رئيس الوزراء أو المتنفذين، هل اسم مدير عام صندوق الزكاة في ادراج رئيس الوزراء قبل الإعلان عن هذه الوظيفة؟
لا نعترض على الفساد، فقد تعايشنا معه منذ عقود طويلة، ولكننا نعترض على استخفافكم بعقولنا، مارسوا الفساد دون أن تبرروه، ودون لجان وهمية، وعينوا من تريدون ولكن لا تحللوا المحرم.
ارحمونا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا