سرايا - سرايا - خاص - سميح العجارمة - تم إنشاء مكب الغباوي لاستيعاب ملايين الأطنان من نفايات العاصمة عمان والتعامل معها بطريقة علمية مناسبة، ولكن نفجر هنا بالصور والفيديوهات الحلقة الثانية من فضيحة هذا المكب الضخم الذي تم دفن ملايين الدنانير فيه ليتحول بالنهاية لمجرد ( مزبلة ) هائلة تفوح منها الروائح الكريهة والقاتلة، وتسرح فيه وخارجه عصارة النفايات كجداول كبيرة من الماء النتن الآسن الذي يتسرب إلى الأراضي المجاورة للمكب.

رابط الحلقة الأولى الذي نشرته "سرايا" من فضائح مكب الغباوي :

"سرايا" تكشف أسرار عطاء الغاز الحيوي وما يحدث في مكب الغباوي .. "بلتاجي" يعلم ويصمت

من يعلق الجرس من الجهات الرقابية ويفتح هذا الملف الفاسد بشجاعة ؟ نتساءل أين هيئة مكافحة الفساد وجميع أجهزة الدولة الأخرى عن ما يحدث من تدمير في صحرائنا المتاخمة لعمان؟ نقسم لكم جميعاً أن أرض الغباوي أرض أردنية كأرض عبدون تماماً فلماذا تتركونها لمشاريع أمانة عمان الملوثة والقاتلة لها والتي تدور حولها ألف علامة استفهام وحيرة ؟

تظهر الفيديوهات المنشوره هنا و المعزز بصور ان تلك الجداول المائية النتنة وهي عصارة ملايين الأطنان من النفايات تسرح وتمرح في الغباوي داخل حدود المكب وخارجه لمسافات بعيدة، وبهذا يتم تلويث المياه الجوفية هناك بشكل مبرمج وممنهج، وكان أمانة عمان لا تعتبر صحراء الغباوي قطعة من الوطن كونها خارج حدود الأمانة، بل يبدو أن أمانة عمان تعتقد أنها ترسل تلك النفايات وعصارتها إلى دولة افريقية بعيدة لا يهمنا لو تلوثت مياهها الجوفية وتدمرت بيئتها !

في جزء بسيط من تفاصيل كارثة مكب الغباوي، نقول أن الخلية الثالثة في مكب الغباوي تم طرح مليون طن من النفايات فيها فوق طاقتها الاستيعابية وهذا أدى إلى فشل الخلية، وتسبب كذلك إلى الضغط الهائل على بطانة الخلية وتسرب العصارة بشكل ملوث للبيئة لأن الأنابيب المخصصة لتصريف العصارة معطلة وهي عبارة عن مضخات لم تعد تعمل.

وسبب وجود مليون طن زائد عن طاقة الخلية الثالثة هو تأخر أمانة عمان بتنفيذ الخلية الرابعة، والمحزن أن هذه الخلية الرابعة يجري الآن تنفيذها من قبل ذات الشركة التي نفذت الخلايا السابقة والتي فيها من المشاكل ما لا يستطيع تحديد آثارها السلبية الكارثية إلا الخبراء.

نؤكد أن جميع البرك الموجودة في مكب الغباوي معطلة ولم تستخدم نهائياً رغم تكلفة انشائها الهائلة، ونقصد بالبرك هي محطات المعالجة المعطلة.

ونتساءل برسم الشك، كيف تحدث هذه الكارثة في مشروع تم انفاق ما يقرب من الـ 15 مليون دينار عليه إلى الآن ؟!

ونتساءل برسم الاتهام، هل تم إنشاء الخلايا الثلاث في المكب ضمن المواصفات المتفق عليها مع الشركة المنفذة ؟ علماً أنه كل خلية منها كلفت مبلغاً لا يقل عن 4 ملايين دينار من ضرائب الأردنيين، ومساحة كل خلية 130 دونم تقريباً .

ونتساءل برسم الغضب للوطن، لماذا تركت إحدى الخلايا التي احترقت بتاريخ 4 / 9 / 2013 دون إصلاح رغم ستعداد احدى الشركات الأردنية لإصلاحها مجانا؟ وما حكاية مراسلات أمانة عمان مع شركة التأمين حول هذا الموضوع ؟ وما تأثير تأخير إصلاح الخلية على فاعليتها بالعمل بشكل صحيح ؟

ونتساءل برسم الغيرة على الوطن، ما هو دور مدير المدينة في أمانة عمان بإعاقة التحقيق بملف مكب الغباوي منذ أيام الكيلاني إلى أيام بلتاجي ؟

ونتساءل برسم دورنا الوطني كصحافة أردنية ملتزمة بخط الوطن، منذ أن وصل عقل بلتاجي لسدة أمانة عمان إلى الآن لماذا يتجنب التحقيق  بشكل جدي بكارثة مكب الغباوي ؟ أم ان تحقيقه يقتصر على سؤال واحد لمن حوله ليس له ثاني وهو(كيف وصل ملف فساد مكب الغباوي إلى سرايا ؟)

هذا السؤال الغبي الذي يتم التركيز عليه كلما فتحنا ملف فساد، وقد كنا نعتقد أن التركيز سيكون على جوهر ما ننشره من قضايا فساد والعمل على التحقيق بها، وليس على من أوصلها لنا؛ لأننا والله لن نكشف مصدر من مصادرنا في أية قضية فساد تصلنا ولو علقت لنا المشانق.

نعدكم بنشر المزيد والمفاجئ قريباً جداً وبالوثائق والأسماء الصريحة عن كل ما يخص الفساد في مكب الغباوي التابع لأمانة عمان الكبرى،  علماً أن الوثائق لدينا وعلى استعداد لوضعها على طاولة رئيس هيئة مكافحة الفساد الباشا سميح بينو .

 نترك فيديوهات "سرايا" وصورها توضح مدى التلوث و التدمير الذي تمارسه أمانة عمان للصحراء الأردنية العزيزة على قلب كل أردني ...