حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,17 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19965

من يتحمل عواقب التهويل للمنخفض الأخير ؟

من يتحمل عواقب التهويل للمنخفض الأخير ؟

من يتحمل عواقب التهويل للمنخفض الأخير ؟

04-01-2016 01:25 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - أربكت دوائر الارصاد الجوية، الرسمية والخاصة، المواطنين الاردنيين، وبالغت في تقديراتها لحالة الطقس، خلال المنخفض الجوي الاخير الذي زار المملكة، ما أحدثت التنبؤات غير الدقيقة، والمبالغ فيها، فوضى شرائية واستهلاكية، ومخاوف في غير محلها لدى المواطنيين الذين يثقون في تلك الوسائل، وينظمون حياتهم في الظروف الجوية، وفق توقعاتها وتنبؤاتها.

وسائل الاعلام التي كانت تتعامل مع اخبار حالة الطقس، بطريقة القص واللصق، غير ملامة بتاتا، فلا هو تخصصها ولا مجالها، ولم يكن عليها هي الاخرى سوى الانصياع للمعلومات المتواترة من دوائر الارصاد الجوية، ومتنبئين مستقلين، وتبثها للقراء والمواطنين، لحظة بلحظة، دون أن تدري أنها تسهم هي الاخرى بخلق حالة من الفوضى، استهلاكية واقتصادية وحياتية، انعكست خلال الايام الماضية على المواطنين وجيوبهم بشكل مباشر.

تبعات التنبؤات الجوية غير الدقيقة، التي هولت وبالغت في تقدير حجم هطول الثلوج، حتى خيل للمواطنين ان البلاد ستغرق، وتغلق شوارعها وطرقاتها اياما بل اسابيعا، أول ما أثرت، أثرت على جيوب المواطنين الذين هرعوا الى الاسواق التجارية والمخابز ومحطات المحروقات، لتخزين المواد الاستهلاكية بشكل غير مبرر، في ظل ظروفهم الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سوادهم الاعظم.

أجهزة الدولة، الرسمية والخاصة، ساهمت هي الاخرى بتهويل الامر، فلم تتوقف مؤسسة او دائرة او وزارة، عن بث بياناتها الاعلامية حول 'جاهزيتها'، في مشهد بدى غير مدروس، واستعراضي اكثر من جدواه، فاربكت المواطنين المربكين اصلا من دوائر رصد الطقس، وأشعرتهم انهم مقبلين على حرب ضروس !

مواطنون اردنيون بسطاء، اضطروا للاستدانة، لتوفير مستلزمات لعوائلهم.. محطات محروقات شهدت اكتظاظات خانقة مربكة لتأمين مادة الكاز ..مخابز انتجت 60 مليون رغيف خلال 48 ساعة .. مراكز توزيع انابيب غاز وزعت عشرات الاف الاسطوانات .. اسواق فرغت من محتوياتها دون داع .. اسواق خضروات محتشدة .. جامعات عطلت دوامها، مدارس أجلت امتحاناتها .. وزارات ودوائر حكومية لم يداوم موظفوها لحظة .. في المقابل، كان المنخفض الجوي اعتياديا، وتساقط الثلوج بسيط للغاية، ما بدى الامر اشبه بمقلب شربه الاردنيون جميعاً.

توريط المواطنين البسطاء، وفق تنبؤات مغلوطة لحالة الطقس، تتحمل المسؤولية عنه مراكز رصد الاحوال الجوية اولا وأخيرا، التي لم تكن تنبؤاتها دقيقة ، ورفعت منسوب توقعات المواطنين الى درجات مبالغة، أربكتهم، وغيرت نمط معيشتهم المعتادة، دون مبرر.

كما تتحمل الحكومة ايضا المسؤولية عن حالة الارباك التي سادت ،لغيابها عن المشهد كعادتها طيلة فترة المنخفض الجوي، حتى لا تلام لاحقا فيما يبدو، فلم نسمع منها تصريحا واحدا، واقتصر حضورها كحال المواطنين على الترقب والمشاهدة.

وحتى لا يتكرر المشهد مرة أخرى، سيما ونحن ما زلنا في بواكير فصل الشتاء، المحمل بالعديد من المنخفضات الجوية، يتوجب على دوائر رصد الاحوال الجوية، أن لا تبالغ في طرحها، وأن ترتقي بمهنيتها التي باتت علماً قائما لا فرضيات تخطىء وتصيب، كما يتوجب على الحكومة ومختلف وزاراتها ودوائرها، ان تبتعد عن سياسة التهويل، والارتقاء بادارة فترات الازمات ان صح التعبير، وفق اسس علمية سليمة مدروسة، بحيث تبقى الحياة تسير وفق حركتها الطبيعية، بدلا من الاختباء خلف بيانات تظهر 'الجاهزية' خشية تحمل المسؤولية لاحقاً .








طباعة
  • المشاهدات: 19965

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم