26-05-2016 03:25 PM
سرايا - سرايا - خاص - ازدادت حالات الانتحار أو التهديد بها في الآونة الأخيرة في الأردن , ما شكل حالة من القلق لدى المواطنين وأصحاب الاختصاص حول الأسباب الرئيسية لهذه الحالات , بالإضافة لطريقة تعامل المسؤولين مع هذه الأحداث , الذين يتعاملون مع الموضوع على أنه حالات فردية فقط على حد قولهم .
مستشار الطب النفسي الدكتور عبدالرحمن مزهر تحدث لسرايا عن امتعاضه من طريقة تعامل المسؤولين مع معطيات الأحداث التي تتصل بحالات الانتحار وحالات التهديد به , مشيراً إلى أن التبريرات التي يطلقها أصحاب الشأن في هذا الموضوع خاطئة وقد تؤدي إلى تزايد هذه الحالات .
وأشار الدكتور مزهر إلى 6 نقاط أساسية في كلام المسؤولين وصفها بالمغالطات و " الخرافات " , في وصفهم لحالات الانتحار , منها قولهم أن المقدم على الانتحار يقصد من وراء ذلك لفت الانتباه لشخصه فقط , لكن السبب في الحقيقة يكون للحصول على مساعدة في مشكلة مستعصية يعانون منها حسب وصف الدكتور , كما رفض مزهر قول المسؤولين بعدم جدية محاولة الانتحار إن لم يقدم عليها الشخص , مؤكداً أن ذلك الشخص هو متردد بين الحياة والموت لأسباب معينة , وأن إقناعه بالطريقة الصحيحة قد تثنيه عن قتل نفسه .
الدكتور مزهر أكد أيضاً أن مقولة أن الانتحار يحدث فجأة ودون مقدمات هي مقولة خاطئة تماماً , مؤكداً أن هناك علامات استباقية واضحة تظهر على الشخص قبل أن يتجه للانتحار . رافضاً أيضاً فكرة أن من يحاول الانتحار مرة سيبقى يفكر في هذا الأمر , مشيراً إلى أن الكثير من الحالات التي تم منعها عاش أصحابها بعدها حياة طبيعية جداً .
وحول اتهام المسؤولين للمنتحرين بأنهم يعانون من أمراض نفسية , قال مزهر - وهو صاحب اختصاص - بأن هناك الكثير من المرضى النفسيين لا يفكرون أبدا بالانتحار , وأن هناك الكثير ممن ينتحرون كانوا يوصفوا بأنهم أشخاص يعيشون حياة طبيعية للغاية .
وتطرق مزهر لحديث أصحاب العلاقة عبر وجوب عدم الحديث بكثرة عن موضوع الانتحار في وسائل الإعلام , بوصفها طريقة لدفع الناس نحوها بشكل أكبر , مؤكداً أن الانتحار لم يعد حالة فردية أو " هفوات " في الأردن , بل اصبحت قضية أساسية يجب الحديث عنها دائماً للتوعية منها قبل أن تتحول لظاهرة مجتمعية .
وحول نسب الانتحار قال الدكتور عبد الرحمن أن 800 ألف شخص ينتحر سنوياً حول العام , ما يعني أن هناك حالة انتحار كل 40 ثانية , أما في الأردن فإن نسة الانتحار تصل إلى 2.4 شخص من كل 100 ألف سنوياً , حسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية .