30-08-2017 12:11 AM
سرايا - سرايا- طالبت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده، اليوم الثلاثاء، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بتفعيل المنظمة العربية لحماية المستهلك، لغرض مواجهة المواد القاتلة والسّموم التي تحتويها منتجات يتم ترويجها في البلدان العربية على أنها ماركات فخمة، دون استبعاد فرضية تورط جهاز الموساد في إطلاق هذه السموم للإيقاع بضحايا كثر خلال فترة وجيزة.
وجاء ذلك عقب مباشرة لجنة جزائرية رفيعة المستوى تحقيقات أمنية بشأن تعدد وفيات مواطنين بشكل مفاجئ في عدد من المحافظات والقرى، وقد حامت الشكوك حول تورط مخابرات إسرائيلية في تسميم عطور واسعة الانتشار من نوع “رولاكس”.
ويُشرف على التحقيق ضباط كبار من الاستخبارات، ومصالح أمنية تابعة لوزارة الدفاع الوطني الجزائرية، إذ يجري حاليًا التثبّت من مصدر توزيع هذه العطور التي دخلت التراب الجزائري بطرق غير مشروعة وفق التقديرات الأولية.
وشدّد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، على أن قضية العطور السّامة التي كشفها جهاز عسكري “هي قضية معقَّدة، وشائكة، وخطيرة، وأبعد ممّا يتصوره العقل، وتستوجب بالفعل توحيد جهود البلدان العربية، لأن مواطنيها هم المستهدفون”.
وأوضح “زبدي” خلال تصريحات لـــ”إرم نيوز” أن منظمته تطالب بتحقيقات أمنية، وحكومية، تنسقها جامعة الدول العربية “على الرغم من هشاشة النظام العربي الإقليمي”، مضيفًا أن “ترويج سموم في مواد واسعة الاستهلاك لا يستهدف الفرد الجزائري بعينه، بل يستهدف الإنسان العربي والمسلم”.
وتوقّع الناشط الجزائري أن يكون ذلك جزءًا من حربٍ دسيسة تقوم بها شركات عالمية متنافسة “بجعل الإنسان العربي حقل تجارب لغرض إنهاء صلاحية منتجات، والترويج لأخرى، ولا يهمّ في ذلك صحة المواطنين العرب وسلامتهم”.
ورأى المتحدّث أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مواد استهلاكية ضارة في الجزائر، لكنّ خطورة العطور السّامة من نوع “رولاكس” تكمن في كونها تحتوي على مواد كيماوية قاتلة وبمفعولٍ لا يُكتشف إلا بعد ثلاثة أو أربعة أيام على أقصى تقدير.
وتابع “زبدي” أنه يجب تفعيل أدوار المجتمع المدني، والمنظمات الأهلية، لتشكيل اتحادات قوية في المنطقة العربية، في ظل الهشاشة التي تتميز بها الأنظمة الرقابية للشؤون التجارية، وتسويق المواد الاستهلاكية في العالم العربي.
ووصف رئيس المنظمة الجزائرية القضية بأنها جريمة قتل متعمد تستهدف مجموعات من البشر لأهداف بغيضة، سواء أكانت سياسية أم تجارية، وهي أيضًا مسألة إبادة للجنسين العربي والإسلامي”، على حدّ تأكيده.
ومكمن الخطر أن مفعول العطر المشبوه لا يظهر مباشرة بعد رشّه على أطراف من الجسم، بل يكون تأثيره بشكل متأخر بعض الشيء في حدود ثلاثة أو أربعة أيام، حيث يكون الموت مفاجئًا، وفي الغالب لا ينتبه الأطباء، ولا أهالي الضحايا إلى ذلك.
وأطلقت وزارة الدفاع الجزائرية “تحذيرات من خطورة ذلك على صحة ملايين العرب والمسلمين” حيث ينتشر العطر في بلدان عربية وإسلامية، مثل: البحرين، ومصر، والكويت، والأردن، والسودان، والعراق، ولبنان، وتونس، وأقطار أخرى.