29-03-2025 02:40 PM
بقلم : زهير الشرمان
في تصريح غير متوقع فجر موجة من الجدل والتكهنات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "المواجهة مع تركيا قادمة لا محالة"، في إشارة إلى التطورات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإقليمي، وتحديدا بعد زيارة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى العاصمة التركية أنقرة.
زيارة الشرع إلى أنقرة فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا وسوريا بعد سنوات من القطيعة والعداء، حيث التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجرى التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات السياسية والأمنية. مصادر مطلعة أكدت أن هذه التفاهمات قد تشمل تعاونا دفاعيا مشتركا، ما يفتح الباب أمام تحالف عسكري محتمل بين دمشق وأنقرة.
هذا التقارب أثار قلقا متزايدا في تل أبيب التي تخشى أن يؤدي إلى ولادة جبهة شمالية موحدة على حدودها، تهدد أمنها القومي وتقيّد حرية تحركاتها العسكرية في سوريا. إسرائيل تعتبر أن أي تحالف عسكري بين تركيا وسوريا من شأنه أن يعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة ويقلص من قدرتها على التأثير في الملف السوري.
في المقابل ترى أنقرة ودمشق أن هذه الخطوة تشكل بداية لمرحلة جديدة تهدف إلى استعادة الاستقرار في شمال سوريا، والتصدي للجماعات الانفصالية والمخاطر الأمنية العابرة للحدود، بعيدا عن التدخلات الخارجية والضغوط الدولية.
تأتي هذه التطورات في ظل مشهد دولي متغير تتراجع فيه هيمنة القوى التقليدية، بينما تعيد دول المنطقة ترتيب تحالفاتها وأوراقها بما يخدم مصالحها الاستراتيجية. وفي خضم هذه التحولات يبقى المشرق العربي ساحة مفتوحة للصراعات والتجاذبات.
ومن المتوقع أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، مع استمرار محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض. وبينما تتغير معادلات القوى الإقليمية، تبقى شعوب المنطقة هي الخاسر الأكبر وسط لعبة المصالح الكبرى وإعادة رسم الخرائط السياسية بالقوة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-03-2025 02:40 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |