حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,1 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 15402

بين الدين والسياسة .. ماذا تعني عودة "مجلس الإفتاء الأعلى" في سوريا؟

بين الدين والسياسة .. ماذا تعني عودة "مجلس الإفتاء الأعلى" في سوريا؟

بين الدين والسياسة ..  ماذا تعني عودة "مجلس الإفتاء الأعلى" في سوريا؟

30-03-2025 11:01 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تمثل إعادة تأسيس مجلس الإفتاء الأعلى في خطوة لافتة في سياق التحولات السياسية والدينية التي تشهدها البلاد، ما يثير تساؤلات حول دوره المرتقب وتأثيره على المشهد الديني والاجتماعي.

ويرى خبراء في الشأن السوري أن هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة التوازن بين السلطات الدينية والمدنية، بعد فترات طويلة من تداخل النفوذ الديني بالسياسي، خاصة خلال عهد الرئيس السابق .


ويعكس قرار إعادة تفعيل مجلس الإفتاء الأعلى توجهًا لإحياء دور المؤسسة الدينية، بعد أن كان المجلس ملغى لسنوات، حيث تم إقصاء منصب المفتي العام واستبداله بالمجلس الفقهي العلمي.

جاء ذلك ضمن محاولة النظام آنذاك لتركيز السلطة الدينية في يد وزارة الأوقاف، ما أدى إلى تهميش شخصيات دينية تقليدية لعبت دورًا في تحقيق التوازن المجتمعي.

ويُشير خبراء إلى أن التشكيل الجديد للمجلس يعكس توجهًا لإعادة رسم خريطة النفوذ الديني، عبر ضم شخصيات دينية بارزة من مختلف المذاهب الإسلامية في سوريا، بهدف تعزيز الوحدة الدينية وتجنب الانقسامات الطائفية.

التحديات أمام المجلس الجديد

رغم هذه الخطوة، يبرز تحدي بناء الثقة بين المجلس والطوائف التي شعرت بالإقصاء خلال الحقبة السابقة، ما يستدعي تبني نهج تسامحي يطمئن جميع الأطراف، ويؤسس لعلاقة متوازنة بين الدين والدولة في سوريا الجديدة.

وفي هذا السياق، أوضح الأكاديمي والمفكر الإسلامي، الدكتور محمد حبش، أن قانون الأوقاف الصادر عام 1961 نظم دور مجلس الإفتاء الأعلى، حيث كان يضم مفتيّ المحافظات، ومدراء الأوقاف، والقاضي الشرعي، وأعضاء يختارهم وزير الأوقاف.


وأضاف، أن القانون أقرّ العرف المستقر منذ قيام الدولة السورية عام 1918، حيث كان يتم اختيار المفتي عبر هيئة ناخبة محددة، وهو ما جرى تطبيقه مرة واحدة عام 1964 عندما تم انتخاب الشيخ أحمد كفتارو مفتياً عاماً، وظل في منصبه حتى وفاته عام 2004.

وأشار حبش إلى أن تعيين الشيخ أحمد بدر الدين حسون عام 2005 جاء بموجب مرسوم رئاسي، دون إجراء انتخابات، ما أدى إلى احتدام الخلافات بين مؤسستي الأوقاف والإفتاء حول الصلاحيات. واستمرت تلك التوترات حتى صدر قانون عام 2018 ألغى منصب المفتي العام ومجلس الإفتاء الأعلى، واستبدلهما بمجلس فقهي يضم ممثلين من مختلف الطوائف الإسلامية، يتم اختيارهم من قبل وزير الأوقاف.

وأكد حبش أن إلغاء منصب المفتي العام عام 2018 كان خروجًا عن تقليد متّبع منذ عام 1918، وهو تقليد امتداد لمنصب شيخ الإسلام في الحقبة العثمانية، ما أدى إلى فقدان السوريين منصبًا كان يمثل عامل استقرار وتوافقا مجتمعيا. ورغم أن المفتي لم يكن يشكل تهديدًا للسلطة الاستبدادية، إلا أن النظام فضّل إلغاء المنصب لتركيز السلطة الدينية في يد وزير الأوقاف، الذي كان يعدّ أحد أركان النظام.

إعادة التفعيل وتداعياتها

بعد التحولات السياسية الأخيرة، أصدر الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع قرارًا بتعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً للجمهورية، مع إعادة تفعيل مجلس الإفتاء الأعلى لمساعدته، ومن المتوقع أن يلعب المجلس الجديد دورًا رقابيًا في التشريعات، كما تجلى في مشاركته بحفل الإعلان الدستوري، ما يحمل رسالة واضحة حول أهميته في المرحلة المقبلة.

وأكد حبش أن المجلس الجديد ملتزم بفقه أهل السنة والمذاهب الأربعة، إلا أنه قد يسعى إلى بناء علاقات إيجابية مع الطوائف الأخرى، مثل العلويين والجعفريين والإسماعيلية والدروز.

ومع ذلك، فإن بعض أعضائه سبق لهم إصدار فتاوى إقصائية بحق الطوائف الأخرى، ما يستدعي العمل على تعزيز التسامح وطمأنة جميع الأطراف بحقها في ممارسة شعائرها وفقًا لمذاهبها.

التحديات السياسية والدينية

ومن جانبه، أفاد مصدر سوري متخصص في الدراسات الإسلامية، رفض الكشف عن هويته، بأن السنوات الثلاث الماضية شهدت تشكيل المجلس الفقهي العلمي، الذي ضم ممثلين من مختلف الطوائف السورية وتمتع بصلاحيات واسعة بعد إلغاء منصب المفتي العام.

وأضاف المصدر، أن المجلس الإسلامي السوري خطا خطوة ذات دلالات سياسية ودينية عميقة بتعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً للجمهورية، بعد أن ألغت السلطات السورية المنصب الرسمي واستبدلته بمجلس للإفتاء. وجاء هذا التعيين وسط سياق متوتر، تزامنًا مع اعتقال الشيخ أحمد بدر الدين حسون، آخر من شغل منصب المفتي العام في ظل النظام السابق.

وختم المصدر بالإشارة إلى أن التشكيل الجديد يعيد رسم خريطة النفوذ الديني، حيث يضم شخصيات بارزة مثل عبد الفتاح البزم، مفتي دمشق منذ عهد النظام السابق، وراتب النابلسي المعروف بفتاويه الداعمة للسلطة الانتقالية، إلى جانب شخصيات أخرى مثل مظهر الويس وعبد الرحيم عطون، الذين يتقاربون دينيًا وسياسيًا رغم الخلافات السابقة بينهم.











طباعة
  • المشاهدات: 15402
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-03-2025 11:01 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم