30-03-2025 02:16 PM
بقلم : آلاء كايد الختالين
عاشت غزة أحداث كنا نظن أنها أيام وتنتهي ومضت هذه الأيام وأسابيع بل وسنوات ! ننتظر الفرج منذ السابع من أكتوبر عام الثالث والعشرين ، شهيد تلو شهيد ومأساة تلو مأساة ، جوع وفقر مدقع حتى أبسط الأشياء أصبحت معدومة لم يحصلوا عليها إلى يومنا هذا ....
وهنا نتحدث عن إبداع الكاتب صاحب القلم الذهبي الدكتور أيمن العتوم ، الذي استطاع بروايته "الرعب" أن يصف أحداث غزة بكل ما فيها من ألم ، بدأها بالممرض الوفيّ "فرج أبو العوف " التي تحولت حياته في ثوان عندما فقد زوجته "رجاء" إلى اللون الباهت، وحياته التي أصبحت تقشعر لها الأبدان ، ووصف حياة غزة المؤلمة ، لتكتشف أن ليس فرج فقط الذي يعيش هذه الفاجعة ، وإنما كل من تحت سماء غزة يعيشها بتفاصيلها ، وصف العتوم سماجة التدمير بأدق تفاصيله ، وقلة الحيلة التي يشعر بها فرج مع زميله "بسام"والكادر الطبي حينما تنهدم بناية سكنية ويبحثون عن أناس أحياء على أمل اللقاء بهم ، وبينما أين العالم؟ العالم في ظلام دامس. نجح كاتبنا في توصيل الألم الذي تعيشه غزة في واقع مرير ، في كلمات وعبارات سهلة وواضحة من وحي الواقع تضعك عزيزي القارئ في منتصف الحدث تمامًا ، وكأنك أحد من أفراد هذه الفاجعة حيث الصدمات والويلات ، يبحثون عند الركام عن قطع من أجساد أسرتهم كأنها قطعة لعبة يجمعونها لكي يشكلوا جسد كامل ! قوة الاحتمال لدى أهل غزة ، والإصرار على الاستمرار رغم انعدام أسباب العيش، الوفاء ، الصبر ، أصبح الميت حياته أفضل من الحي ! كل ذلك صوره العتوم بصورة رائعة ومتسلسلة تجعلك تعيش الأحداث بتفاصيلها .لا تكتفي براعة الدكتور أيمن هنا ، أتقن مشهد براءة الطفولة في غزة ، الأطفال الذين كبروا قبل أوانهم ،الذين يحبون الحياة ، ذاقوا مرارة الحرب وهم في أجمل مرحلة من حياتهم .
رواية الرعب ، رواية تُبحر بك من الرَغد الذي تعيش فيه إلى منتصف غزة إلى منتصف الإبادة ، ترى مدى صغر هذه الدنيا الفانية في عينيك ، تجعلك تنظر إلى من حولك ، تشعر بالتقصير وليس باليد استطاعة ، تريد أن تساعد ولكنك عاجزٌ عن ذلك.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-03-2025 02:16 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |