30-03-2025 02:16 PM
بقلم : د. رياض خليف الشديفات
حول العيد والإفطار بين أهل العلم وعامة الناس ...وحرمة السخرية في قضايا الدين .
يكثر اللغط والجدل سنوياً حول مسألتين هما: زكاة الفطر هل نخرجها نقداً أم نخرجها طعاماً؟ هذه المسألة تصل إلى درجة احتدام المعارك والتجريح عبر وسائل الإعلام المختلفة، والمسألة الأخرى حول سلامة بداية الصيام وإعلان بداية شهر شوال وعيد الفطر، وليت الاختلاف بقي في دائرة الاجتهاد وحرية التعبير؛ بل تجاوزه ليصل إلى درجة التجريح والتشكيك والطعن في المخالفين، ولبيان الحقيقة حول هذه القضية بين أهل الفتوى وأهل العلم علينا أن لا نبحر كثيراً في البحث عنها فقد كفانا الله سبحانه مؤونة ذلك عبر أهل الاختصاص من علماء والدين وعلماء الفلك الذين يترك لهم الأمر في هذه المسائل ، وعلى كل حال من الإنصاف ذكر الآتي:
- لدينا في الأردن مرجعية دينية " دائرة الإفتاء الأردني " ومرجعية فلكية علمية متخصصة بمراقبة الأهلة وتحديد المواقيت وضبطها للناس بما يساعد على الفتوى وما يلزم الناس في شؤون دينهم ودنياهم ، وللإنصاف هناك تعاون بين اهل الاختصاص الديني والعلمي يتمثل في لجنة مراقبة الأهلة التي تجتمع لغاية تحديد بداية شهر رمضان وبداية شهر شوال ، وقد ثبت عبر سنوات عدة سلامة قرارتهم التي هي محل ثقة ، ولا يشك في دينهم ،ولا يمكن لأحد منهم أن يضع في ذمته وعنقه أثم ملايين البشر من حيث الصيام والإفطار ، ولا تخضع هذه اللجان لأية ضغوط سياسية أو دينيه ، أو لضغوط الهوى والانتصار للمذهب وغيرها ، فلا داعي للاختلاف المفضي للنزاع ، والله المستعان .
- من الحقائق العلمية والدينية التي قال بها أهل العلم وفقهاء الأمة قديماً وحديثاً ، هذه الحقيقة هي اختلاف المطالع القمرية من مكان إلى آخر لاختلاف الليل والنهار ، وخطوط الطول والعرض التي تحدد ساعات الليل والنهار من مكان إلى آخر ، فالفرق بينا وبين أمريكيا مثلاً أكثر من تسع ساعات ، والفرق بينا وبين بعض دول الخليج أكثر من ساعتين ، والفرق بيننا وبين المغرب العربي ثلاث ساعات ، وهذا يعني اختلاف المطالع ، فهذا الأمر طبيعي جداً علمياً ودينياً ، والغريب في الأمر أن يتحول هذا إلى ميدان للسخرية ، والله المستعان .
- ما دام لدينا مرجعية في الفتوى نثق بسلامة موقفها لا داعي لمقارنة موقفنا ببعض الدول العربية المجاورة، فقد ثبت على لسان بعض علمائهم تكرار الخطأ في توقيت وتحديد بداية رمضان وبداية شهر، وفي بعض الأحيان تم دفع الكفارة عن هذا الخطأ، وبعضهم الدول يُتخذ القرار فيها لاعتبارات سياسية أو مذهبية من باب المخالفة لغيرهم، فلا داعي للمقارنة صم مع أهل بلدك، وأفطر مع أهل بلدك، ولا تقل: أنا سوف افطر مع كذا مثلاً، نسأل الله السلامة.
- ليس الأردن الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت يوم الأحد المتمم لشهر رمضان، فقد شاركها في ذلك عدد من الدول العربية كسوريا ومصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية مما يعني عدم ثبوت الرؤيا لديهم ، فإذا اجتمع الرأي العلمي مع الرأي الديني في عدم الثبوت ، فهذا من سلامة الفتوى والموقف ، ولم يخرج علينا أحد من أهل الفلك أو من أهل العلم الشرعي ليقول بخلاف ذلك مما يعني سلامة صومنا وفطرنا بحول الله ، وهنا استغرب بعض التعليقات من بعض النخب العلمية والثقافية ممن كان يسخر أو يتهكم على قرار لجنة الأهلة ، فبعض هؤلاء لم له نسمع سخرية في قضايا فكرية واجتماعية وسياسة لها علاقة بحرية التعبير والشأن العام ، فيا مجتمعنا الفاضل دعوا اهل الاختصاص يقولون كلمتهم دون تشويش أو إساءة ، حفظ الله بلادنا من الخلاف والنزاع ، وفرج الله هم إخواننا في غزة ، وتقبل الله طاعتكم ، وكل عام والجميع بخير ، والله المستعان .
د . رياض الشديفات / المفرق / 30/ رمضان / 1446م
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-03-2025 02:16 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |