30-03-2025 02:21 PM
بقلم : أحمد عبدالباسط الرجوب
إلى أهل غزة الأعزاء، .. في عيد الفطر .. عيد الحق والنصر .. يا طائفة الحق الذين لن يضرهم من خذلهم أو عارضهم، نختبئ خلف ذلنا ونشعر بالخجل من رفع وجوهنا أمامكم، أنتم الذين واجهتم العدو بأرواحكم وآلامكم، بينما اكتفينا نحن بالمراقبة بالكلمات الضعيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. نعلم في أعماق أنفسنا أننا كنا في موقع المتخاذل الذي يبحث عن مخرج من العجز، وندرك في قرارات أنفسنا أننا لم نكن معكم كما يجب، بل نخشى أن نكون من أولئك الذين قال الله فيهم: "الذين يتربصون بكم، فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم؟"
كيف نحتفل معكم بالعيد ونحن لم نكن معكم؟ كيف نهنئكم ونحن لم نشارك في حمل عبء الطريق؟ فصمودكم، الذي أكرمكم الله به، هو إنجاز لكم وحدكم، ولا فضل لنا فيه ولا يد لنا فيه. أنتم الحجة علينا، أنتم الضوء الذي كشف ظلامنا. لقد أثبتم أن الأمة الإسلامية، رغم ضعف أطرافها، إلا أن قلبها نابض في غزة. أنتم من رفع راية النصر حين تركناها تسقط، أنتم من صدقتم وعد الله فصدقكم، والله إن لكم دينًا في أعناقنا لن نوفيه مهما فعلنا.
أنتم الذين صدقتم لقول الله: "كم من فئة قليلة قد غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، فجعلتم من اليقين سلاحًا، ومن الثبات منهجًا، وأرواحكم مهراً للكرامة والنصر. آمنتم بقوله تعالى: "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات"، فقدمتم الدماء الطاهرة الزكية رضًا وقنوتًا، ورفضتم أن تُمحوا من التاريخ. آمنتم بأن متاع الدنيا قليل، فكان ميزان حساباتكم هو ميزان الإسلام، ومقاييسكم هي مقاييس الإسلام، فهو عقيدة وإيمان قبل أن يكون سلوكًا وفعلاً. لقد فهمتم أن متاع الدنيا زائل، فاختزلتم الحياة في كلمة: "لبيك يا إسلام" ... فالنصر ليس فقط بالعدد، بل بالثبات والصمود. يكفيكم شرفًا أن يقال في يوم القيامة: هؤلاء هم الذين صمدوا حين سقط الجميع، وثبتوا حين اهتزت الأمة .. فالنصر ليس عددًا فقط؛ إضعاف العدو نصر، مراغمته نصر، غيظه نصر، وكسر هيبته نصر، وثباتكم نصر، والفتح لدين الله نصر. هذه هي حسابات الله، حسابات عز لا تُشترى ولا تُباع ..
مبارك لكم، يا أحباب الله، يا من اصطفاكم لحمل راية الجهد والنصر. نشهد الله أننا نحبكم، يا بقايا العز من أمة نامت. كتبتم بدمائكم وأدمعكم ما عجزنا عن كتابته بأقلامنا المرتعشة. نحبكم ونرى فيكم صورة الأجداد الذين حرروا الأرض ورفعوا الرايات. نحبكم ونقبل أقدامكم والأرض التي تحتها، ساحة العز التي لم تطأها خيانة. خذلناكم بأفعالنا، ولكن والله لن نخذلكم في قلوبنا. نقف على أبوابكم خجلين، وندعو الله أن يجبر كسرنا ويغفر عجزنا. ندعوه أن يزيل عن أعناقنا أوزار الخذلان، وأن يجمعنا معكم يدًا بيد في ميادين الحق والنصر.
رضي الله عنكم، يا من جعلتم من الرماد جناحًا للحرية، ويا من علمتم العالم أن النصر ليس بالعدد، بل بإرادةٍ تصنع المعجزات. السلام عليكم يا تيجان الرؤوس.
باحث وكاتب اردني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-03-2025 02:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |