31-03-2025 09:43 PM
سرايا - تشهد معدلات المواليد انخفاضًا حادًا في معظم دول العالم، ما يثير مخاوف من أزمة اقتصادية عالمية مستقبلية.
وتحذر الباحثة أليس إيفانز من جامعة ستانفورد من أن هذا التراجع السريع قد يؤدي إلى مشكلات اقتصادية كبيرة.
وتُرجع إيفانز جزءًا من المسؤولية إلى انتشار ، التي أدت إلى تراجع التفاعل الاجتماعي الحقيقي، مما قلل فرص تكوين العلاقات وبناء الأسر.
وتؤكد إيفانز أن انخفاض معدلات الزواج والارتباط العاطفي في العديد من البلدان يُعد عاملًا رئيسًا وراء تراجع الخصوبة. وفي دول مثل مصر وتركيا، انخفض معدل الزواج بشكل ملحوظ، ما يعكس تحولًا عالميًا في العلاقات العاطفية.
وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تراجع عدد الأزواج، لا سيما بين فئات المجتمع الأقل تعليمًا، بينما ظل الأزواج من ذوي التعليم العالي مستمرين في الزواج ضمن دوائرهم الاجتماعية.
وتشير إيفانز إلى أن السبب الرئيس في هذا التغيير هو الهواتف الذكية، التي أوجدت واقعًا اجتماعيًا جديدًا، فقد أصبح الشباب يقضون وقتًا أطول في العزلة، يتصفحون هواتفهم الذكية، ويستمتعون بمحتوى رقمي يثنيهم عن التفاعل الاجتماعي الحقيقي.
هذا التوجه، بحسب إيفانز، يقلل من فرص التعارف والتواصل بين الجنسين، ما يسهم في انخفاض معدلات الزواج والإنجاب.
علاوة على ذلك، ترى إيفانز أن الفجوة السياسية بين الشباب من الذكور والإناث، التي تعمقها وسائل التواصل الاجتماعي، تزيد صعوبة بناء علاقات مستدامة. في بعض البلدان، حيث تتصادم القيم المحافظة مع الأفكار الليبرالية التي تروج لها وسائل الإعلام الرقمية، تزداد الفجوة بين الجنسين وتزيد العزلة.
وعلى الصعيد السياسي، ترى إيفانز أن بعض الحكومات بدأت تبني سياسات تحفيزية لتشجيع النمو السكاني، وعلى سبيل المثال، تقدم المجر حوافز مالية للأسر التي تنجب أكثر من طفلين، في محاولة لتعزيز معدلات الخصوبة.
ومع ذلك، تحذر إيفانز من أن هذه السياسات قد لا تكون كافية إذا استمرت معدلات الخصوبة في الانخفاض.
وتحذر إيفانز من أن انخفاض الخصوبة قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية كبيرة على المدى الطويل، فمع تزايد نسبة كبار السن في المجتمع، سيقل عدد العاملين في الاقتصاد، مما يقلل من معدلات الإنتاج والابتكار.
كما سترتفع تكاليف الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الحكومات.
ولتحقيق استدامة اقتصادية، تقترح إيفانز أن تكون هناك حلول مثل زيادة الهجرة أو الاعتماد على التكنولوجيا، خصوصًا الذكاء الاصطناعي، لتعويض النقص في القوى العاملة، ومع ذلك، تبقى هذه الحلول محفوفة بالتحديات السياسية والاجتماعية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-03-2025 09:43 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |