01-04-2025 09:14 PM
سرايا - في الوقت الذي أثار فيه مسلسل "Adolescence" على نتفليكس جدلاً واسعاً حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين، يغفل الكثيرون عن خطر آخر لا يقل أهمية وهو "عالم الألعاب الإلكترونية".
وبينما يظن الآباء أن أبناءهم يمضون وقتاً ممتعاً في اللعب، قد يكونون في الواقع عرضة للتنمر الإلكتروني، والمحتوى غير اللائق، والتواصل مع الغرباء، وحتى الاستغلال.
مخاطر الألعاب الإلكترونية
العديد من الألعاب الإلكترونية، تجذب ملايين الأطفال والمراهقين حول العالم، حيث توفر لهم بيئة مفتوحة للتفاعل مع لاعبين آخرين، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام مخاطر عدة.
التنمر الإلكتروني أصبح جزءاً من التجربة اليومية للعديد من اللاعبين الصغار، إذ تشير دراسات إلى أن نسبة كبيرة منهم تعرضوا لسلوكيات عدائية أثناء اللعب، من الشتائم والتهديدات إلى الإقصاء المتعمد.
ورغم تصنيف الألعاب بحسب الفئات العمرية، ينجح الأطفال في الوصول إلى مشاهد وسلوكيات غير مناسبة داخلها.
بعض الألعاب تتيح الدردشة النصية أو الصوتية دون رقابة، ما يسهل استهداف الأطفال من قبل الغرباء، سواء للاستغلال أو الإيذاء النفسي أو التلاعب العاطفي.
روايات مخيفة
ووفقاً لموقع "indiatoday"، هناك حادثة صادمة انتشرت عبر الإنترنت كشفت عن صبي يبلغ من العمر 14 عاماً صادف مشاهد غير لائقة داخل لعبة Roblox، حيث ظهر أمامه شخص غريب يؤدي عرضاً غير أخلاقي.
هذه ليست حالة فردية، إذ امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بشهادات مشابهة لآباء صُدموا مما وجده أطفالهم داخل هذه الألعاب.
طفل آخر، لم يتجاوز الثامنة، كشف لوسائل الإعلام البريطانية أنه تعرض لمحاولة استغلال داخل اللعبة نفسها، حيث طلب منه شخص غريب إرسال صور غير لائقة، الصدمة كانت في سهولة وصول هؤلاء الغرباء إلى الأطفال دون أي حواجز أو رقابة من المنصة نفسها.
على "إكس"، حكت أم عن تجربتها مع ابنها البالغ من العمر 11 عاماً، الذي بدأ يتصرف بعدوانية بعد إدمانه على الألعاب الإلكترونية، وعندما بحثت عن السبب، اكتشفت أنه تعرض للتنمر المستمر داخل إحدى الألعاب، حيث كان لاعبون آخرون يوجهون له إهانات عنصرية، ويسخرون منه، بسبب أدائه في اللعب.
عالم مفتوح أم فخ خطير؟
العديد من الألعاب الشهيرة مثل Roblox، Minecraft، Fortnite وCall of Duty، توفر بيئة تفاعلية مفتوحة تسمح للاعبين بالتواصل مع بعضهم البعض بحرية، لكن هذه الحرية تأتي بثمن باهظ، إذ تتحول هذه المساحات إلى أرض خصبة للمحتوى غير المناسب، والتنمر الإلكتروني، وحتى الاستغلال.
تشير إحصائيات حديثة إلى أن 75% من اللاعبين الصغار تعرضوا لسلوكيات عدائية داخل الألعاب الإلكترونية، بدءاَ من الإهانات اللفظية وصولاً إلى التهديدات المرعبة.
المشكلة الكبرى أن كثيراَ من الآباء يجهلون هذه المخاطر، معتقدين أن أطفالهم "يلعبون فحسب".
محتوى غير لائق داخل منصات اللعب
في عام 2024، قررت تركيا حظر لعبة Roblox؛ بسبب انتشار غرف افتراضية تتضمن محتوى غير لائق، تقارير إعلامية أخرى كشفت عن استخدام ألعاب مثل Minecraft في استدراج الأطفال واستغلالهم، حيث يتم خداعهم من قبل أفراد مجهولين داخل هذه العوالم الرقمية.
أحد التقارير الصادرة عن BBC وثّق حالة طفلة بريطانية تبلغ من العمر 10 سنوات، تعرضت لمحاولة استغلال داخل لعبة Minecraft، حيث حاول شخص غريب بناء "علاقة صداقة" معها قبل أن يطلب منها معلومات شخصية، لحسن الحظ، لاحظ والداها المحادثات، وأبلغا الشرطة قبل حدوث أي ضرر.
خطر إدمان الألعاب الإلكترونية
إلى جانب المخاطر الأخلاقية والأمنية، تشكل الألعاب الإلكترونية تهديداً آخر يتمثل في الإدمان، حيث يقضي بعض الأطفال ما يصل إلى 10 ساعات يومياً أمام الشاشات، ما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
ووفقاً لتقرير صادر عن "Statista"، فإن 8.5% من الأطفال والمراهقين يعانون من اضطراب الإدمان على الألعاب، حيث يؤثر هذا الإدمان على قدرتهم على التركيز، نومهم، وسلوكهم الاجتماعي.
ويؤكد علماء النفس أن الألعاب مصممة بأسلوب يشجع الإدمان، حيث يتم منح اللاعبين مكافآت عند تحقيق أهداف معينة، مما يجعلهم يرغبون في اللعب لساعات أطول دون الشعور بالملل.
حماية الأطفال
لحماية الأطفال من مخاطر الألعاب الإلكترونية، يجب على الأهل التوعية والتدخل دون منعهم تماماً من اللعب، بل بفرض ضوابط تحميهم.
في حادثة غير مسبوقة، تعرض زوجان بريطانيان للاعتقال والاحتجاز لمدة 11 ساعة بعد انتقادهما لإجراءات التوظيف في مدرسة ابنتهما عبر مجموعة واتساب، قبل أن تؤكد الشرطة عدم وجود أي تهم ضدهما بعد خمسة أسابيع من التحقيق.
وتبدأ الحماية بمراقبة المحتوى، والتأكد من أن الألعاب مناسبة لأعمارهم، وخالية من المشاهد غير اللائقة، إلى جانب تحديد وقت اللعب اليومي، لمنع الإدمان وتأثيره السلبي على الدراسة والنوم.
من المهم أيضاً تشجيع الأنشطة البديلة مثل الرياضة والفنون لإبعاد الأطفال عن الشاشات وتعزيز مهاراتهم.
كما يجب على الأهل متابعة تفاعل أطفالهم داخل الألعاب، والتأكد من أنهم لا يتواصلون مع غرباء، أو يشاركون معلومات شخصية.
وأخيراً فتح قنوات الحوار مع الأطفال والاستماع إلى تجاربهم ومخاوفهم دون إصدار أحكام قاسية، يعد خطوة ضرورية لحمايتهم وإبقائهم في بيئة لعب آمنة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-04-2025 09:14 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |