سرايا - اختتم وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة، اجتماعات استمرت ليومين في بروكسل، ركزت المناقشات على التحضيرات لقمة الناتو المرتقبة في لاهاي في حزيران المقبل، والاستثمار في الدفاع، وتقاسم الأعباء، ودعم الحلفاء لأوكرانيا، وتعزيز التعاون مع الشركاء.

وبمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحلف، شدّد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، على أهمية الحلف في ظل تصاعد التهديدات العالمية، قائلاً: "مع ازدياد خطورة العالم، فإن الحاجة إلى الناتو أصبحت أكبر من أي وقت مضى. ونحن متحدون في التزامنا تجاه بعضنا بعضا داخل هذا التحالف."

زيادة الإنفاق الدفاعي

في اليوم الأول من الاجتماعات، أشاد الأمين العام بالزيادة غير المسبوقة في الإنفاق الدفاعي على الجانب الأوروبي من الناتو منذ نهاية الحرب الباردة. كما رحب بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في أول اجتماع وزاري له، مثنياً على جهوده الدبلوماسية ودعمه القوي للحلف.

وفي إطار هذه المناقشات، عقد المجلس الأطلسي اجتماع غداء عمل ركز على الاستثمار الدفاعي والاستعدادات لقمة لاهاي. أعقب ذلك لقاء مع شركاء الناتو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا.

وأكد روته على تزايد الترابط بين أمن المحيطين الهندي والهادئ وأمن منطقة اليورو-أطلسية، موضحًا أن الحرب في أوكرانيا تجسد هذا الواقع، حيث "تواصل كل من الصين وكوريا الشمالية وإيران دعم آلة الحرب الروسية، مما يشكل تهديدًا لنا جميعًا."

-التزام راسخ بدعم أوكرانيا-

الخميس، اجتمع الوزراء مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها ضمن إطار مجلس الناتو-أوكرانيا، بحضور الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس.

وخلال الاجتماع، شدد روته على ضرورة ضمان أن يكون أي وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام مستقبلي "دائمًا وقابلًا للاستمرار"، مؤكداً التزام الحلف الراسخ بدعم أوكرانيا. كما رحب بإعلان الحلفاء عن تخصيص أكثر من 20 مليار يورو كمساعدات عسكرية لأوكرانيا خلال الربع الأول من عام 2025.

واختتمت الاجتماعات الجمعة بجلسة للمجلس الأطلسي مع الممثلة العليا كايا كالاس، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي، وبناء القدرات الصناعية الدفاعية، والوضع في منطقة البلقان الغربية، إضافة إلى مواصلة دعم أوكرانيا.

وفي مؤتمره الصحفي الختامي، أكد الأمين العام أن "الناتو يظل حجر الأساس للأمن عبر المحيط الأطلسي والاستقرار العالمي"، مشددًا على أن التحالف نجح عبر العقود في "تحقيق الأمن من خلال القوة." وأضاف: "مما سمعته خلال اليومين الماضيين، نحن نسير في الطريق الصحيح لضمان استمرار هذا النهج في المستقبل".