06-04-2025 08:15 AM
بقلم : د. نضال المجالي
يوميا نعيش تجربة حوار لم يعجبنا المقابل لنا فيها أن يتحدث، او حتى أن نسمعه او نصغي إليه، وترى المقابل يشغل فكره وباله يقلب المكتوب والمحتوى باحثا عن نقطة يهوى نقاشها او تحويرها، ليوجه الحديث او يغير المضمون، ضنا منه انه انهى النقاش لصالحه، ويرافق ذلك تصويت وتصفيق ورسائل من جمهوره ثناءاً وتطبيلا، ومنهم من يلجأ إلى توجيه النقاش ونقطة الحوار الأصلية لقضية لا خلاف فيها أصلا، الا انه لضعف ما يملك من حجة ومنطق نقاش يستخدم بين السطور ما يتفق الطرفان عليه، متجاوزا محتوى نقطة اساس هي سبب انشاء الحوار، وهنا لا بد من طريقين اما ان تستمر في حوار هو أقرب إلى "حوار الطرشان" لا يسمع احدهما قول الاخر، او ان تغادر النقاش بما تحمل من تقدير لنفسك، وفي كليهما لم نحقق اي نتيجة وتقدم في اصل القضية.
كل يوم هو حوار مفتوح، فكل أحداثنا نقاش وتفاوض وتحاور، ومن يضن ان اكثرها مع الجمهور فقد اخطأ، فاغلب حوارنا ونقاشنا تفاوض وحديث واقناع داخلي مع انفسنا، وهنا معضلة الحرب او السكون الداخلي، وأيهما اقرب للنصر على رغباتنا واتجاهاتنا وطبيعة سلوكنا، وكما أنا هم غيري كُثر اقنعوا انفسهم مرارا وانتصروا عليها في اتجاهات خاطئة، وكما أنا هم غيري كُثر اقنعوا انفسهم مرارا وانتصرت فيهم اتجاهات وافكار وقضايا صائبة، وهذا دليل اننا بشر لا ملائكة، ولكن ما لا اقبله في حواري واي حوار ازدواجية النتيجة في شخص الجمهور، بين تطبيل وتهليل للخطأ ومرتكبه في حوار قضية واضحة، تسلقا او تقربا او تنطحا، وبين التراجع والتقصير في الرد الواعي المسنود بالحجة والمنطق وهدوء تواضع مالك فكرة الصواب.
نعم، اتفق كليا ان علينا ان نحترم ونقر لكل من يقول "هذه وجهة نظري"، ولكن دون الخروج من اصل النقاش والرسالة منه، فوجهة النظر هي رؤية تقبل الخطأ والصواب، وبنيت بقياس مؤشرات محددة، ولا يمكن ان تنتهي بقول احدهم "أنا نصحتك"! فالنصيحة قضية مختلفة الأركان والخبرات ومؤشرات القياس، وهي اعلى مستوى من وجهة النظر، كون اصل النطق بها مبني عن وعي وعلم وتجارب، وليس تصورا كما هي وجهة النظر، وفي كل من مطلقها يستوجب ان يجتمع امر هام، وهو هل يملك المقابل ملكة وأسس الحوار وتقبل الرأي او النصيحة؟ وهل يملك الحجة والثقافة ووعي المجلس ومستوى الحدث والمشاركة في جداله؟ وموضوع هل أنا مع او ضد فكلنا أصلا نجتهد ان نكون من فئة الصدق الواعي مع اهل الحق على ارض الحق، وكلنا نجتهد انفسنا ضد كل متنطح مدعي الحق لمصالحه وهم كثر.
في واقع الحياة كل يوم ما يقلب موازين الحوار والنصيحة وقبول محتوى ما نقدمه، وهنا ما يؤكد في السواد الأعظم اننا متقلبون الأمزجة والثوابت في اغلب المفاهيم، ففي سيرة حياتي في كل موقع عملت فيه والتقيت فيه جمهورا، لم التقي شخصا لم يتقلب او يتغير او تسمع منه توجها ورأيا ونقدا مخالفا لما يحدث به نفسه في سكونها منفردا، او عند مواجهة اقرانه او نظرائه او أضداد فكره، او عند تقاطع القضية ومصالحه، ولكن بين كل اولئك اكثر ما يدهشني من يطلق بحضوري او امامي او في مساحة مشتركة للقراءة كمجموعة "واتس اب" او "تغريدة" حوارا وفكرا ونصا في البحث عن تحقيق مكاسب مالية وعينية شخصية له مغايرة لما تحدث به وناقشني فيه يوما في جلسة روقان، وفي اكثرهم من الثقة الزائفة من لا يخاف او يعنيه ان اقول له انت اكبر كاذب وغالبا لا أتردد في قولها، لنعود عندها الى العيش في زمن "حوار الطرشان".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-04-2025 08:15 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
![]() |
رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت
النتيجة
|