حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4207

مكرم الطراونة يكتب: الوطنية والمزايدات .. هل نميز؟

مكرم الطراونة يكتب: الوطنية والمزايدات .. هل نميز؟

مكرم الطراونة يكتب: الوطنية والمزايدات ..  هل نميز؟

06-04-2025 08:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
في ظل ما يجري من تطورات بالمنطقة على امتداد الأعوام القليلة الماضية، وما كشفته عن تحولات بالمواقف على صعيد الدول، وصعيد الأفراد أيضا، دخل العديد في مراجعات مهمة تجاه أفكارهم، وما كانوا يعتبرونها قناعات راسخة، بعد أن تأكد لهم أن ما راهنوا عليه، سقط سقوطا مدويا.


لم نعد نسمع صوتا لمن طالما تمسك بـ"رمزية" الرئيس السوري السابق بشار الأسد، واعتبره في فترة من الفترات قدوة له، ومخلصا من حالة الهوان التي يعيشها العرب منذ عقود، ليكتشف لاحقا أن الرئيس المخلوع لم يكن سوى ديكتاتور سفاح، كل إنجازه أنه نجح في تحويل بلده إلى معتقل كبير.

ومن آمن بإيران باعتبارها اليد القوية بالمنطقة، والداعم الوحيد للمقاومة في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وأنها أساس استقرار سورية، نراه اليوم صامتا، بعد أن شاهدها تتخلى عن حلفائها في كل مكان، باستثناء العراق الذي لربما يأتي يوم تفعل به ما فعلته مع باقي أذرعها بالمنطقة.
ومن تغنى بتركيا، بات واضحا له أنها لم تفعل شيئا لإيقاف حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة ولبنان، ولم تحاول أن تكون مؤثرة في حماية سورية من احتلال مزيد من أراضيها، رغم أنها اليوم الوصي الأكبر على دمشق بعد تغير النظام فيها، لنكتشف أن تركيا سوقت علينا خطابا عاطفيا كان جزءا من النفاق السياسي الذي انتهجته لاستقطاب شعوب المنطقة.
عندما طالبنا بألا نحتكم إلى العواطف في النظر إلى تطورات الأحداث الإقليمية، وألا ننجر وراء الشعارات الرنانة، بل إلى العقل والمنطق، كان يتم تصنيفنا كـ"كفار قريش"، وبأننا ضيقو أفق، وربما إقليميون لأننا نعتبر "الأردن أولا"، وأن علينا تجنيبه النار المشتعلة في الإقليم كعمل وطني وقومي بامتياز.
إن البحث عن نصر مزيف، أو شبه نصر، جعلنا مستلبين لخطاب راهن على استفزاز العواطف لدينا، ولم يقدم لنا سوى مزيد من الخيبات.
في مسيرات عديدة جابت شوارع الأردن منذ السابع من أكتوبر العام 2023، سمعنا شعارات ولاء وانتماء لحزب الله والحوثيين وقادة حماس، وهي شعارات كانت تنطق باسم جميع الأردنيين، فقد نصب هؤلاء الأشخاص أنفسهم متحدثين رسميين عنا. بالنسبة لي، وقد يغضب البعض من ذلك، أحب العرب، لكني بالدرجة الأولى أردني، وأحب المقاومة وأتعاطف معها، وأرجو لها النصر في حربها على الصهاينة المتطرفين، لكني لست حمساويا، كما أنني أطمح إلى أن يكون هناك تحالف سني تركي سعودي أردني بديلا للهلال الشيعي، لكني لا أريده على حساب الوطن.
أنا لست ممن يدعون بطولات وهمية، ولا ممن يسارعون إلى حجز مقاعد لهم في "حفل" دون دراية لما يجري من أحداث، أو بلا قراءة عميقة لما سيكون عليه المستقبل، أو تحليل النتائج المتوقعة لتركيبة منطقة الشرق الأوسط الحالية والتحولات المتسارعة المتوقعة التي سيسعى الجميع إلى الفوز بمقعد فيها حتى لو كان على حساب باقي الشعوب. لذلك فإنني لست منكم، ولا أرى غير الأردن في رؤيته لمصلحته أولا، ومؤمن بأن ذلك لا بد أن يتحقق تحت أي ظرف، ووفق أي صورة كانت.
الأردن مقبل على تعقيدات صعبة جدا، فحرب الإبادة الصهيونية على الفلسطينيين في غزة والضفة لم تنته بعد، وقد لا تنتهي قريبا، وسورية تحتاج إلى مدة زمنية طويلة لكي تستقر، وهي الجارة الشمالية التي تحاول دولة الاحتلال "التحرش" بها، وجرها إلى صراع جديد، وحرب إيرانية أميركية إقليمية قد تنفجر في أي لحظة، وهناك العراق الذي قد يصبح ساحة حرب بالوكالة، وجنوب لبنان غير المستقر، كما أن هناك إدارة أميركية تعلن حربا تجارية على العالم، طالت الأردن مع رفع الرسوم الجمركية التي ستؤثر حتما على صادراتنا وقدرتنا التنافسية هناك. وسط كل ذلك، فالمطلوب منا أن نكف عن التفكير سوى بمصالحنا مع مراعاة دورنا الإسلامي والقومي تجاه ملفات المنطقة، وخصوصا القضية الفلسطينية.











طباعة
  • المشاهدات: 4207
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-04-2025 08:25 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم