06-04-2025 08:32 AM
بقلم : فايز الفايز
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن واحدة من أوسع الحملات الجمركية، حيث فرض فيها رسوما جمركية على أكثر من 200 دولة حول العالم بنسبة تراوحت ما بين 10% 49%.
واعتبر ترامب هذه الخطوة يوم تحرير الاقتصاد الأميركي معلنا أنها ستعيد ولادة الصناعة الوطنية وتضع حداً لما وصفه بنهب أميركا من قبل دول صديقة وعدوة ولهذا سيتأثر عالمنا العربي من هذه الرسوم وقد يكون من شأنها انعكاسات خطيرة على الميزان التجاري، خصوصا الأردن الذي يصدر ما قيمته ملياراً ونصف المليار إلى أميركا، فنحن هنا نقف على حبل هزاز وقد نشهد حرباً شعواء فالمنتجات الأردنية من كافة الأصناف يتم تصديرها إلى أميركا، خصوصا قطاع الألبسة الذي تنتجه شركات الألبسة في مدينة العقبة وغيرها من المدن.
ترامب يقول إن هذه الخطوة تهدف لحماية الاقتصاد الأميركي واستعادة مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول التي تفرض ضرائب على المنتجات الأميركية، مدعيا أن العقود قد نهبت من أميركا وهناك دول استفادت من الميزان التجاري لصالحها ولكن القضية بدأت واضحة الملامح حيث أن ترامب يريد إخضاع العالم كله لسيطرته وكأنه مصارع ضخم يكسر أيدي اللاعبين ليرى كيف ينتصر عليهم وهذا الرئيس الاستثنائي سوف يدرك عاجلا أو آجلا أن بضاعته ستبور فها هي الصين سارعت على الفور لمعاقبة ترامب دون تأخير.
ومن المفارقة أن تأتي دول عربية ملاتها المالية ضخمة جدا تصنف معظمها في خانة 10% من الضرائب الجمركية، بينما جاء الأردن في خانة 20% والجزائر 30% والعراق 30% وسوريا 41% فكيف تم تصنيف الأردن مع تلك الدول والذي كنا نتغنى بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة وندعي أنها حليفة لنا، وهذا ما يبدو عليه الرئيس ترامب حيث لا يعّي أو لا يدرك أن جدول الضرب ليس فيه خانات مليارية يمتلكها الأردن.
في المقابل نرى أن بعض المحللين يقولون إن الضرر المباشر على الدول العربية سيكون محدودا وليس بالحجم الكبير مقارنة بالواردات الأميركية وإنها تعتبر صغيرة جدا لدرجة أن تؤدي موجات التضخم في الدول العربية مقارنة بالصين والاتحاد الأوروبي وهذا ما قد يشعل حربا اقتصادية تجارية شاملة ومن يقول إننا لن نتضرر فعليه أن يعلم أن الضرر احتمال وراد، كما أننا على مقربة من الحرب العالمية التجارية سنعاني كثيرا مع العقلية التي تحكم إمبراطور أميركا، فهو متغير المزاج ولا يرى سوى نفسه في المرآة التي يقف امامها ليرى أن أميركا هي الد?لة الوحيدة التي يجب أن تخضع لها جميع دول العالم إلا إسرائيل!!
اليوم على المسؤولين في الحكومة والاختصاصيين الاقتصاديين والعباقرة أن يبادروا لتجمع من ذوي الخبرة عبر الورشات المتخصصة لتلافي تداعيات قد تؤثر على اقتصادنا والاستعانة بأصحاب الخبرة، كي يقيّموا مدى الأضرار، إن كان هناك من ضرر حيث السيف لا يزال بيد ترامب، وهذا ما دعا جلالة الملك لزيارة مكوكية إلى دول الاتحاد الأوروبي كي يناقش معهم تداعيات الوضع الذي جاء به دونالد ترامب كي يقلب العالم رأسا على عقب ونحن هنا نترقب ما الذي ستقوم به الحكومة لتلافي الخسائر التي قد تفرض علينا من بركات ترمب.
Royal430@hotmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-04-2025 08:32 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |