حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5415

د. إسراء أبورمان تكتب: ادارة الثقافة المؤسسية: البراعة الاستراتيجية كحل

د. إسراء أبورمان تكتب: ادارة الثقافة المؤسسية: البراعة الاستراتيجية كحل

د. إسراء أبورمان تكتب: ادارة الثقافة المؤسسية: البراعة الاستراتيجية كحل

06-04-2025 09:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

د. إسراء أبورمان


يمر الإنسان منذ طفولته بصدمات أو لكمات قاسية قد تندرج تحت صنفين من المواجهات، فإما أن تكون صدمات نفسية أو لكمات جسدية أو كلتاهما معًا.


وتؤكد الدراسات أن آثارها طويلة المدى، أي أن ردة فعل الإنسان قد لا تظهر (في أغلب الأحيان) مباشرة من خلال سلوكه، إنما تظل مرافقة له باستمرار، وقد تنعكس هذه المواجهات السابقة على مسارات حياته، إما إيجابًا أو سلبًا، مما يثير لدى الإنسان الرغبة في مواجهتها وتجاوزها ظنًا منه أن بإمكانه التخلص منها بسهولة.


من هنا لا يمكننا إغفال قدرة هذه الدراسات على إثراء المحتوى الإداري بكم هائل من التجارب الناجحة في هذا السياق، إلا أن أغلب هذه الدراسات توصلت إلى أن هناك وسائل مختلفة لمواجهة الصدمات واللكمات السابقة، وكل حسب حالته الظرفية.

إن أفضل ما توصل له علم السلوك الإنساني هو أهمية مراجعة المواقف والمشاهد السابقة ومواجهة الحالة الإنسانية التي تعرض لها الإنسان، كمواجهة المخاوف، أو مقابلة التنمر، أو ردع الضرب، في محاولة لتغيير التأكيدات التي حفرت في العقل الباطن منذ سنوات طويلة من خلال بناء رؤية جديدة تلغي الرؤية المضطربة.


ومن أشهر الأمثلة على ذلك، تلك المحاولة الخطيرة التي يوضع بها الإنسان (من قِبل المعالج النفسي) في مواجهة نفس الموقف القديم، فيقوم الأخير ببناء معتقدات وأفكار جديدة تفيد في تقبل الموقف أو الصدمة.


تؤكد بعض الدراسات جدوى هذه الطريقة فعلًا لكنها لا تمحو آثار الصدمات كليًا إنما تُسكِّن الآلام المصاحبة لتَذَكُّر المشاهد القديمة، وقد كان لهذه الطريقة بعض النجاحات المميزة في عكس الحالة المزاجية للفرد، أو حتى تقليل مدة الإكتئاب التي يمر بسببها الإنسان.

ومما يثير الدهشة أن الصدمات القوية لا يمكن معالجتها إلا بتداخلات طبيّة، مما يؤكد نظرية أن أغلب الأمراض الجسدية تعود في الأصل لصحة الإنسان النفسية.


ويتحدث علم السلوك التنظيمي باستفاضة عن تحول هذه المواقف إلى قيم ومعتقدات يؤمن بها الفرد فتنعكس على توجهاته الشخصية التي تحكم سلوكه التنظيمي في النهاية.


ويندرج سلوك الأفراد التنظيمي تحت مفهوم الثقافة المؤسسية، والتي حظيت باهتمام كبير إداريًا، فقد سعت العديد من المراجع والدراسات الإدارية للتحكم في الثقافة المؤسسية، والإستفادة من مدخلاتها استراتيجيًا، كبعد من أبعاد التحليل الداخلي للمنظمات، وعلى اعتبار أن البراعة المنظمية تستهدف قدرة الإدارة العليا على ممارسة التحليل الإستراتيجي داخليًا وخارجيًا.

فإن الثقافة المؤسسية كجزء من البيئة الداخلية تعد بأهمية الهيكل التنظيمي للمنظمات.


من هذا المنطلق، يمكن اعتبار أن الثقافة المؤسسية تشمل القيم والسلوكيات الجماعية التي يتعامل بها أفراد المجتمع التنظيمي فيما بينهم وتتأثر بشكل مباشر بعوامل تنظيمية أخرى مثل التاريخ المنظمي ونوع المنتجأو الخدمة التي تقدمها المنظمة ناهيك عن مدى التطور والتكنولوجيا التي تستخدمها المنظمة بالإضافة إلى الأسلوب الإداري.


كما تشمل الثقافة المؤسسية جميع القواعد التي تتبعها المنظمة وكافة ثوابتها التي تلتزم بالاحتفاظ بها، وغيرها من الرموز التي من المتعارف التعامل بها داخل المنظمة.


إن السلوك التنظيمي كباقي الدراسات الإنسانية لا يمكن ضبط النتائج فيه ضمن بيئة محكمة أو ثابتة.

لهذا تعتبر عمليات قياس وتطوير الثقافة المؤسسية من أصعب التحديات التي تواجه الإدارة العليا، حيث لا يمكنها استخدام مؤشرات القياس المتعارف عليها بسهولة، إلا أنه يمكن القول أن قياس منظومة القيم الثقافية في المنظمات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمؤشرات التي تقيس الأداء الإستراتيجي ككل.




 








طباعة
  • المشاهدات: 5415
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-04-2025 09:40 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم