حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6242

طالب البشير يكتب: إستغلال اسم فلسطين: خيانة للقضية وعدالة النضال

طالب البشير يكتب: إستغلال اسم فلسطين: خيانة للقضية وعدالة النضال

طالب البشير يكتب: إستغلال اسم فلسطين: خيانة للقضية وعدالة النضال

06-04-2025 10:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

طالب البشير: تُعد القضية الفلسطينية من أعدل القضايا في التاريخ الحديث، وقد حظيت بتعاطف واسع من شعوب العالم العربي والإسلامي، بل ومن أحرار العالم كافة. فهي قضية شعب مُحتل يناضل من أجل حريته وحقوقه المشروعة، ويواجه آلة استعمارية عنصرية مدعومة من قوى كبرى. غير أن هذه القضية، ورغم عدالتها ونُبل أهدافها، لم تسلم من محاولات الاستغلال من قِبل بعض الجماعات والتنظيمات التي وجدت فيها وسيلة لتحقيق أهداف خاصة لا تمت بصلة إلى فلسطين أو معاناة شعبها.

كثير من الجهات ترفع راية فلسطين في خطابها الإعلامي والسياسي، وتستخدمها كوسيلة لكسب الشعبية أو تبرير مواقفها وتحركاتها، دون أن تقدم دعماً حقيقياً للفلسطينيين. هذه الشعارات الجوفاء كثيراً ما تكون مجرد أدوات للدعاية وكسب النفوذ، لا تتعدى الحناجر أو اللافتات، ولا تُترجم إلى أفعال ملموسة تُسهم في دعم النضال الفلسطيني.

ويزداد الأمر خطورة حين تُستغل القضية لجمع التبرعات، باسم دعم المقاومة أو مساعدة المتضررين، فيما تُحوّل هذه الأموال في واقع الأمر إلى مشاريع سياسية أو شخصية، أو تُستخدم لتمويل تنظيمات لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، بل ربما تسيء لها بشكل مباشر أو غير مباشر.

هذا الاستغلال لا يقتصر على المال والخطاب فقط، بل يمتد ليصل إلى تشويه صورة القضية الفلسطينية نفسها. فعندما ترتبط بعض الجماعات المتطرفة باسم فلسطين، فإن ذلك يُلحق ضرراً بالغاً بالقضية على المستوى الدولي، حيث يُصبح من السهل على خصومها إلصاق تهم الإرهاب والتطرف بالشعب الفلسطيني، رغم أن هؤلاء لا يمثلون الفلسطينيين ولا نضالهم المشروع.

كما لجأت بعض الأنظمة إلى استخدام القضية كغطاء لتصفية حسابات داخلية أو إقليمية، فتُسخّر اسم فلسطين لتبرير تدخلاتها في شؤون دول أخرى، أو لتشريع قمعها للمعارضين في الداخل، متذرعة بمحاربة أعداء فلسطين، بينما تكون هذه التحركات موجهة ضد شعوبها وخصومها السياسيين، لا علاقة لها بفلسطين لا من قريب ولا بعيد.

إن المتاجرة باسم فلسطين وقضيتها العادلة تُعد خيانة أخلاقية وسياسية، تسيء إلى نبل القضية وتُضعف من صدقية الدعم العالمي لها. فالدفاع الحقيقي عن فلسطين لا يكون بالشعارات الرنانة ولا بالاستعراضات الإعلامية، بل بالمواقف الصادقة والدعم الفعلي والابتعاد عن كل أشكال الاستغلال الرخيص لمعاناة شعب يرزح تحت الاحتلال منذ عقود.











طباعة
  • المشاهدات: 6242
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-04-2025 10:30 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم