حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4965

القرعان يكتب: الفلاّح الذي كتب التاريخ بالمحراث

القرعان يكتب: الفلاّح الذي كتب التاريخ بالمحراث

القرعان يكتب: الفلاّح الذي كتب التاريخ بالمحراث

06-04-2025 10:43 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : احمد خليل القرعان

قبل اكثر من ١٢٠٠ عام قال الفيلسوف العالمي كونفوشيوس: "إن أضعف حبر يَكتب به القلم لهو أقوى من أقوى ذاكرة إنسانية".

فلقد اتعبتني يا عبدالرؤوف الراوبده وأنا ابحث عن عنوان لمقالي ،حتى غزا فكري عام ١٩٩٩ يوم قررت طرد حماس من عمان وإغلاق مكاتبها بعد ثبوت تجاوزها على الامن الوطني الاردني، فشممنا بك يومها رائحة الوطن.

فعريسنا الوطني اليوم هو رئيس الوزراء عبد الرؤوف الروابده ذلك الفلاح الاردني، والسياسي المخضرم ،والشخصية الوطنية التي ظلمناها كثيراً بأحاديثنا الجانبية، جهلاً او حقداً او تزويراً لتاريخه لمآرب شخصية.

فالروابدة لم تكن رجولته يوماً على الساحة الاردنية مزيفة، ومن المَعيب على القلم اختزال تاريخه الوطني بسطور مقالة او بمقابلة شخصية ،خاصة ونحن نعيش في زمن المقارنات بين سلطة هذا وحكومة ذاك.

فدورك يا عبدالرؤوف الراوبده بحق الاردن لا ينوب فيه عنك أي كائن غيرك ،مهما جملّنا الحقائق وبدلّنا المفاهيم، فنحن كأردنيين نعتز بك، ونعنقر عقالنا ونحن نكتب عنك في ظل الجحود والنكران لهذا الوطن من قبل بعض الساسة المتلونين.

فعبدالرؤوف ذلك الفلاح الذي يحمل سُمرة تربتنا ، حتى وصل رئاسة الوزراء بذراعه ولم يهبط اليها بمظلة، فخرج من رحم الوطن وحُمرة تربة الصريح ولم تتم صناعته لغاية ما كما يُصنع بعض السياسيين، فأصبح مَحجاً للمشورة والرأي عندما يتعلق الامر بالقضايا الوطنية ، حتى اكتسب مصداقية لدى الشارع العشائري الاردني لم يحظى أحداً بها غيره اذا ما استثنينا زعيم السياسيين الاردنيين المطلق وصفي التل طيب الله ثراه.

فعبد الرؤوف كان من المسؤولين القلائل الذين تمرّدوا على الباطل بصوت عالٍ، عندما حاول المجرمون الإساءة للأردن وقيادته وجيشه، فكانت ولا زالت وظيفته إعادة وتقييم أفكارنا الوطنية تجاه تاريخنا لحماية ارضنا من العابثين

بها،ويحولّها في كل مرة الى سؤال مؤرق لنا:الى اين نحن ذاهبون في زمن اصبحت الخيانة فيه للبعض مبدءاً ومنهج؟.

فهذا الفلاح السياسي الاردني لا يؤمن بأن قطار الحياة يتحرك بسرعة الى الأمام، فكان ولا زال يُثقل شجاعتنا بشجاعة لا ادري من اين يستمدها، حين يكون النقاش عن الاردن وجيشه وقيادته ، وحين تستمع له كأنك لم تستمع لوطني من قبل ،فيرفض ان يظل صامتاً كما صمت غيره عن الذين يحاولون بعثرة اوراقنا الوطنية.

فحين ارى كأردني ما آلت إليه الأمور بعهد من تصدّروا مشهد التغيير والإصلاح في وطني، فكم كنت اتمنى لو كان عبدالرؤوف بيننا رئيساً للوزراء اليوم ،ولو ليوم واحد، لعله يتخذ أمراً يخدم مصالحنا الوطنية بصدق دون ان يهتز له جفن.


فالأعداء يا ابا عصام بشتى أصنافهم لبسوا اثواباً لم نعد نميز من هو معنا ومن هو ضدنا، فلقد تشابه البقر علينا.

وفي الختام هذه الحكاية لرجل لم يستطع أن يظل صامتاً، على الرغم من دخوله حاجز الثمانين، ولا زال يتمتع بصحة حصانية، مقرونة بوطنية عالية ،وذاكرة صلبة قوية كصخور البتراء، ولو كنت مذيعاً لسابقت الايام وأجريت معه للتاريخ مقابلة بعنوان: " الفلاح الذي كتب التاريخ بالمحراث"، لان التاريخ لا يعتمد على الذاكرة ، ولا بد من تدوين سطوره، لكي تعرف الاجيال اللاحقة بأن هناك رجالٌ وطنيون مروّا من هنا.

 











طباعة
  • المشاهدات: 4965
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-04-2025 10:43 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم