06-04-2025 11:43 PM
سرايا - في قاعة محكمة مشحونة بالتوتر، وقف الطفل الأمريكي ذو السبعة أعوام، "إيه جي هاتو"، عام 2008، متحدثاً بصوت متردد لكنه حاسم، مؤكداً أنه رأى والدته وهي تغرق شقيقته الصغيرة في مسبح المنزل.
هذه الشهادة كانت كفيلة بإصدار حكم بالسجن المؤبد على أماندا لويس، دون إمكانية الإفراج المشروط، في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في ولاية فلوريدا الأمريكية.
وخلال حوار مع صحيفة "ديلي ميل" بعد مرور 17 عاماً، خرج "إيه جي" عن صمته لأول مرة، متحدثاً عن تجربته، وعن مصير والدته التي لا تزال تصر على براءتها.
محاكمة غيرت حياته كانت أماندا لويس قد أدينت في عام 2008 بتهمة قتل ابنتها أدرينا، التي كانت تبلغ من العمر سبع سنوات آنذاك، أثناء المحاكمة، واعتمد الادعاء على شهادة الطفل الصغير، الذي قدم رسماً بدائياً يظهر والدته وهي تغمس رأس شقيقته داخل المياه.
وبرغم تناقض بعض أقوال الطفل خلال التحقيقات، اعتبرت المحكمة أنه مؤهل للإدلاء بشهادته، مما أدى إلى إدانة أماندا من قبل هيئة المحلفين.
ولم تتوقف محاولات الطعن في الحكم، لكن جميع الاستئنافات قوبلت بالرفض، ليظل "إيه جي" يحمل عبء كلماته التي غيرت مجرى حياته وحياة والدته.
من طفل شاهد إلى رجل يخفي هويته بعد انتهاء المحاكمة، تم تبني "إيه جي" من قبل عائلة جديدة بعيداً عن الأنظار، حيث حصل على اسم جديد وهوية مختلفة تماماً.
اختفى عن الإعلام، ورفض الحديث عن القضية، حتى قرر الآن، وهو في الرابعة والعشرين، أن يروي ما حدث من منظوره الخاص.
ويعيش اليوم حياة طبيعية نسبياً، إذ أصبح رجل إطفاء، متزوجاً، لكن قصته بقيت سراً حتى عن زملائه وأهل زوجته، خشية أن تعود ذكريات الماضي لتطارده، ويقول بصوت واضح: "لم يتم تلقيني، فقط قلت الحقيقة كما رأيتها، ما زلت متمسكاً بكل كلمة قلتها حينها، أنا متأكد مما رأيته".
دفاع الأم ومحاولات استئناف الحكم من ناحية أخرى، ومنذ دخولها السجن، لم تتوقف أماندا لويس عن الدفاع عن براءتها، وفي روايتها، أكدت أن الحادث كان مأساوياً، وأن ابنتها غرقت أثناء محاولتها تنظيف المسبح.
وخلال مكالمة الطوارئ التي أجرتها يوم الحادث، كان صوتها يائساً، وهي تطلب النجدة لإنقاذ طفلتها.
ورغم ذلك، استند الادعاء إلى رواية ابنها الصغير، وإلى تقرير الطب الشرعي الذي أشار إلى وجود كدمات على وجه الطفلة، وهو ما فسره الأطباء بأنه نتيجة محاولة إغراق متعمدة.
وبرغم حياته الجديدة، لا يزال "إيه جي" يشعر بثقل الذكريات، وقال إنه لم يتواصل مع والدته منذ المحاكمة، ولا يرغب في ذلك، وبالنسبة له، القرار بعدم لقائها كان ضرورياً حتى لا تعود "المشاعر والآلام القديمة" إلى السطح.
أما والدته، فتواصل محاولاتها لإعادة فتح القضية، مدعومة بمحامين جدد يبحثون في أي ثغرات قانونية قد تتيح لها فرصة أخرى لإثبات براءتها، لكن حتى اليوم، يبقى الحكم الصادر بحقها نهائياً، ويبقى "إيه جي" الشاهد الوحيد الذي حسم مصيرها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-04-2025 11:43 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |