07-04-2025 08:59 AM
بقلم : خولة كامل الكردي
أنه لأمر غريب وملفت للنظر، أن يقوم رئيس أقوى دولة في العالم، بإحداث فوضى عارمة في كل العالم، ويستعدي الحلفاء قبل الخصوم، فإقراره رسوما جمركية على معظم الدول ككندا وأوروبا والجارة المكسيك وروسيا والعديد من الدول لم يكن يتخيله رئيس غربي حتى بأسوأ كوابيسه! بالمجمل لم يسلم أحد من جشع إدارة ترامب التي تريد إنعاش الاقتصاد الوطني الأميركي على حساب نهب الدول جهاراً نهاراً، والتنمر الترامبي يلاحق الجميع، حتى الداخل الأميركي يقف متسمرا لا يعرف كيف يتصرف مع هكذا رئيس أميركي ذي الأصول الألمانية، والذي يبدو أن عرقه الجرماني يخيل له أنه في حقبة الأساطير والخيالات، فكيف يستقيم لإدارة أميركية إذا افترضنا أنها سوية أن تجهر بمعاداتها لحلفائها المتأصلين الأوروبيين والذين ساروا على خطى الغطرسة الأميركية شبرا بشبر، لا ريب أنه الجنون بعينه.
وما يستدعي الدهشة تلك الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي المجرمة بحق أهل غزة بصورة لا مثيل لها، تقتيل بشع ودمار هستيري غير مسبوق، بضوء أخضر أميركي يفتقر لأدنى معاني الإنسانية وحقوق الإنسان بمزاعم كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة، فبينما تشغل الولايات المتحدة العالم بقرارات خلطت الأوراق، أصابت الحلفاء قبل الأعداء بالصدمة وحالة من التخبط، يتمادى المأفون نتنياهو في تدمير غزة والانتقام منها، كأنه يقول لترامب نحن أيضا في حرب استقلال جديدة. يتساءل العال م الغربي كيف لحليف أزلي كالولايات المتحدة الأميركية أن ينتهج نهج اللصوص وقطاع الطرق في تعامله مع المفترض أنهم أصدقاء، وربما المضحك والمبكي في خضم المعمعة التي أثارها ترامب، يتناقل الإعلام العبري الخطوة التي أقرتها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة في إلغاء الرسوم الجمركية عن البضائع والسلع الأميركية، مما أثار حفيظة بعض السياسيين والمعارضة الإسرائيلية في تحذير لتأثير خطوة الحكومة الإسرائيلية على الاقتصاد الإسرائيلي، ظنا من حكومة نتنياهو أن إدارة ترامب ستتغاضى عن إقرار رسوم جمركية على دولة الاحتلال الإسرائيلي، تزلف أراد به نتنياهو الفاشل خطب ود إدارة ترامب وتجنب غضبه كما حصل مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي نال نصيبه من إهانة البيت الأبيض له، فترامب رجل متقلب المزاج لا يحسب ردة فعله.
ومع المجازر التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي المهزوم، تتقلب حكومات العالم على نار " المكوس" الأميركية التعسفية بحق اقتصاداتهم وتستعد للرد عليها بما يناسب حماية مصالحها التجارية، بينما وصفها ترامب بيوم استقلال الاقتصاد الأميركي، وتوعدت الدول التي فرضت الولايات المتحدة الأميركية الضرائب على صادراتها برد حازم وفوري، في إجراءات مضادة للتخفيف من وطأة التعريفات الجمركية العالية على صناعاتها، في حرب تجارية تشنها إدارة ترامب على الشركاء التجاريين، بحجة حماية الصناعات الأميركية وجلب وظائف للمواطنين الأميركيين، حتى وصل به الأمر أن يعلن نيته ضم جزيرة غرينلاند الدنماركية للولايات المتحدة الأميركية في خطوة اعتبرتها مملكة الدنمارك انتهاك لسيادتها بل مخالفة صريحة للقانون الدولي.
ونصيحتنا لترامب رغم علمنا أنه لن يأخذ بها، أن يعود إلى مراهنات حلبات المصارعة الحرة، عوض أن يمضي وقته في ابتزاز العالم ومشاكسته.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-04-2025 08:59 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |