07-04-2025 09:05 AM
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
.. في رمضان تعرفت على اشياء مهمة، مثلا الفارق بين الملوخية الناشفة والمفرزة، كان الأمر مهما بالنسبة لي، وتعرفت أيضا على قدحة الثوم.. واكتشفت أن (الماجي) تحول إلى بودرة، والكثير من السيدات قمن بالاستغناء عن المكعبات الصغيرة.
أيضا اكتشفت كيفية طبخ (مقلوبة الفول)، اكتشفت أيضا أهمية (تتبيلة) الدجاج.. ومن ضمن الأشياء التي لفتت انتباهي، أن الفاصولياء البيضاء يجب أن تخضع لعملية (نقع) تستمر إلى مدة تتراوح ما بين (12- 24) ساعة قبل عملية الطبخ.. وهذا الأمر مرتبط (بالطراوة)، الفاصولياء تحتاج يوماً كاملاً.. بعض القرارات المصيرية في العالم الثالث تتخذ في أقل من نصف ساعة.
منذ (30) عاما وأنا أخضع لعملية (نقع).. وهذا الدماغ لم يتحرر بعد من قساوته.. الفاصولياء ذكرتني بنفسي، ذكرتني بما مر على قلبي من عمليات غسل ونقع وما استوى القلب، ظل أخضر ندياً.
في رمضان أيضا، تعلمت (الجلي)، وصرت أعرف (الفيري).. هناك (فيري) بنكهة الليمون وآخر بنكهة النعناع، ولا بد من سكبه في الماء الساخن، صحيح أني اتلفت مجموعة من الأطباق، ولكني خضعت لدورة في الجلي والتلميع، وعمليات استعمال (الهايبكس) الخطرة، والتي تحتاج لحرص.. تبين لي أن (الهايبكس) قصة معقدة جدا تشبه التعامل مع النووي الإيراني.
في رمضان أيضا اتسعت ملابسي وذاب (الكرش) قليلا، وقلت في داخلي أن الصيام أيضا يداوي الحزن، لكن يبدو أن الحزن أصبح قدرا، لا يداوى..لقد أفطرت في أحد الأيام على وجبة من الحزن والدمع، وارتشفت كأسا كاملة من الهم.
المهم أني عرفت كل أنواع (سائل الجلي)، وصرت أميز بين الجيد والرديء.. حتى أني صرت أعرف، أيهما أنسب للدهون، وأيهما أنسب للأكواب.. ومع كل ذلك، لم استطع أن أغسل قلبي من كل هذا الحزن، غسلت الكثير من الأطباق والكثير من الأكواب.. غسلت كل الطناجر، لكني لم استطع أن أغسل ولو نقطة حزن مما تراكم في هذا القلب.
لا تسألني يا صاحبي عن مستقبل غزة، اسألني عن أنواع (سائل الجلي) وسأجيبك.. أصلا في هذا الزمن أظن أن المطابخ تليق بي أكثر.
Abdelhadi18@yahoo.com
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-04-2025 09:05 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |