08-04-2025 09:30 AM
بقلم : محمد خروب
استكمالاً لمقالة أمس/الاثنين.. حول اللقاء الذي جمعَ مُجرم الحرب الصهيوني نتنياهو برئيس الولايات المتحدة الذي (استدعاه) على عجل من هنغاريا، بعدما استقبله رئيس الحكومة اليميني/فيكتور اوربان بحفاوة، ومنحته جامعة بودابست الدكتوراة الفخرية، نظراً لدوره في «تعزيز قوة إسرائيل واسهامه الكبير في التاريخ»، وأنه (أي نتنياهو) «تنقّلَ في أقانيم جيوسياسية مُعقدة، وأظهرَ قوّة في فترة صعبة» (على ما زعمَ مانحو اللقب الجامعي للفاشي الصهيوني). نواصل استكمالاً لهذه الضجَّة المُفتعلة التي مارسها وما يزال يُمارسها الثلاثي الأمي?كي، الصهيوني إضافة لهنغاريا ورئيس وزرائها/اوربان، الذي «قدّمَ» لنتنياهو هدية غير مُنتظرة، عندما أعلنَ انسحاب بلاده من ميثاق روما المُؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، تضامناً مع دولة الاحتلال وجيشها النازي، الذي قارفَ ما هو أبشع وأشد هولاً من الهولوكوست المُؤسطر، الذي احتكره يهود العالم والحركة الصهيونية ورهط المُتصهينين في الغرب الاستعماري، وبعض المخدوعين من العرب والمسلمين بالدعاية الصهيو ـ يهودية ـ الاستعمارية.
وإذ لا يتوقف الحلف الصهيوأميركي عن لعبة شراء الوقت، واطلاق عواصف التضليل والأكاذيب الإعلامية التي تنهض بها طواقم مُحترفة، تكاد تتفوق على إعلام غوبلز النازي، ناهيك عن آلة اعلامية مُتعددة الجنسيات والقوميات، وألوان البشرة والعقائد الدينية والمرجعيات السياسية، فإن الهالة التي أحاطت بلقاء ترامب ـ نتنياهو، والمخاوف المُفتعلة التي عبّر عنها الأخير/نتنياهو مُتسائِلاً في خبث عن «السبب» الذي دفعَ ترامب لاصرار على حضوره يوم الإثنين، فيما كان نتنياهو يُخطط للهبوط في واشنطن خلال عيد الفصح اليهودي (19 الجاري)، تدفع للا?تقاد بل الجزم أن شيئاً «ما» قد تم ترتيبه على عجل بينهما. ما أسهمَ من بين أمور أخرى، في «تضخيم» جدول الأعمال المطروح، بعد أن كان اقتصرً ـ كما تم تسريبه لوسائل الإعلام ـ على موضوعات «ثلاثة» هي توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، و"ملف الأسرى الصهاينة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية» وثالثهما مسألة رفع الرسوم الجمركية على الكيان العنصري/17%. وأضيف ملف آخر بعد ذلك هو «الصراع ضد المحكمة االجنائية الدولية». فضلاً عن ملف أكثر اثارة هو علاقات إسرائيل ـ تركيا.
الملف الأخير (علاقات تل أبيب بأنقرة) على طاولة نتنياهو ترامب، اكتسبَ أهمية خاصة، في ظل تصريحات استفزازية أطلقها وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس أول أمس الأحد قال فيها: «إسرائيل ما زالت تأمل بالامتناع عن مواجهة مُباشرة مع أنقرة،كما تأمل ـ أردفَ ـ بالتوصل مع تركيا، بوساطة أميركية وربما روسية أيضاً، إلى «تقاسُم مناطق تأثير وتسويات أمنية في الأراضي السورية».
إذ هدف تل أبيب من خلال الغارات التي شنتها على سوريا وتدمير مطارات عسكرية فيها، الأسبوع الماضي، التوصّل لـ(تفاهمات مع تركيا حول «تقسيم سوريا» بين الولايات المتحدة «في الشرق»، وروسيا «في منطقة الساحل»، وتركيا «في الشمال»، أما إسرائيل فلها «الجنوب الشرقي»، وما تبقّى من الدولة السورية فسيكون من حصة «الإدارة الجديدة» في دمشق. وهو ما علّقت عليه صحيفة «يديعوت أحرونوت» قائلة: إن تقسيم سوريا بهذا الشكل يعني «تقاسُم سوريا إلى «مناطق تأثير» بين الدول المذكورة، علماً أن جيش العدو يحتل مناطق واسعة في الأراضي السورية، م?ذ 8/كانون الأول الماضي.
مسألة الرسوم الجمركية كذلك كانت محل تفاخر لدى نتنياهو، الذي تباهى بأنه «أول زعيم» في العالم سيناقشها مع ترامب، قائِلاً بغطرسة واستعلاء: (أستطيع أن أقولَ لكم إنني «أول زعيم أجنبي» يلتقي بالرئيس ترامب، بشأن قضية مُهمة للغاية بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي. هناك ـ تابعَ ـ طابور كبير جداً من القادة الذين يُريدون القيام بذلك فيما يتعلق باقتصاداتهم. وأعتقد أن هذا يعكس العلاقة الشخصية الخاصة والعلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو أمر حيوي للغاية في هذا الوقت».
ماذا عن غزة والمجازر التي يرتكبها الفاشيون الصهاينة، بدعم مفتوح ومُعلن من إدارة رئيس التهجير والصفقات العقارية/ترامب، على نحو «تفوّقَ فيه» على رئيس الإبادة والتطهير العِرقي/غير المأسوف عليه جو بايدن؟
في أول تعليق من ترامب على قيام جيش الفاشية اليهودية بإعدام 15 من المسُعفين وعمَّال الإغاثة في قطاع غزة في 23 آذار الماضي، حمّل الرئيس الأميركي حركة حماس مسؤولية الواقعة المأساوية. وقال متحدث مجلس الأمن القومي/برايان هيوز: «تستخدِم حماس سيارات الإسعاف، بل ودروعاً بشرية على نطاق أوسع، لأغراض إرهابية». مُضيفاً في وقاحة وتضليل: أن ترامب «يتفهّم الوضع الصعب الذي يُسببه هذا التكتيك لإسرائيل»، و"يُحمّل حماس المسؤولية الكاملة».
فــ"تأملوا» وقارنوا بين شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وبين ارتكابات وجرائم حلف الشر الصهيوأميركي ورطانة الدول الاستعمارية الأوروبية في هذا الشأن أيضاً ودائماً.
kharroub@jpf.com.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-04-2025 09:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |