حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,15 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5789

ا. د. أمين مشاقبة يكتب: مَن المُستفيد من ضرب إيران؟

ا. د. أمين مشاقبة يكتب: مَن المُستفيد من ضرب إيران؟

ا. د. أمين مشاقبة يكتب: مَن المُستفيد من ضرب إيران؟

08-04-2025 09:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
منذ زمن بعيد ترى إسرائيل أن تطوير القدرات النووية لإيران يُشكل خطراً بالِغاً على أمنها، وبعد الانتهاء من المفاعل النووي العراقي بغارة جوية الذي تم تدميره في منتصف الثمانينيات من القرن المُنصرم، تسعى إسرائيل وتُهدّد بتدمير هذه المفاعلات النووية ومنع إيران من الوصول إلى انشطار الذرَّة، أمّا إيران فإنها موقعة على الاتفاقية الدولية لعدم انتشار الأسلحة النووية العام ١٩٦٨، وتقول إن من حقها إنشاء مفاعلات نووية لأغراض سلمية وهي لا تسعى للوصول للقنبلة الذرية.

واليوم إسرائيل تريد من الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية لتدمير المفاعلات والقدرات النووية في ايران، سعت الولايات المتحدة سابقاً إلى عقد اتفاق سلمي العام ٢٠١٥ وعندما جاء ترامب في رئاسته الأولى ألغى الاتفاق لأنه كان قراراً تنفيذياً غير مُصدّق من الكونغرس الأميركي.

إسرائيل لا تريد أي اتفاقات بل تسعى جاهدة إلى توجيه ضربة عسكرية أميركية دون مشاركتها بهذا الفعل، وتسعى أميركا إلى تغيير نظام المَلالي في طهران لشعورها أن إيران تُهدّد مصالحها في المنطقة، ناهيك عن وجود أذرع سياسية وعسكرية لها إذ تعاملت إسرائيل مع حماس وحزب الله وبعض الفصائل في سوريا وانجزت تقليص جزء من قدرات هذه القوى الفصائلية المدعومة إيرانياً، واليوم الولايات المتحدة تتولى محاولة القضاء على جماعات الحوثي المُسيطرة في اليمن نيابة عن إسرائيل لوقوف الحوثي داعِماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبالتالي لا بد من?تدمير أي شكل من أشكال المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وإعلان قيام شرق أوسط جديد تحت السيطة الإسرائيلية وبرعاية أميركية بحتة، تجوب فيه إسرائيل الأجواء تضرب من تضرب وتُهدِّد من تُهدِّد، وهنالك أصوات عربية تُنادي بتوجيه ضربة قاصمة لإيران مُتناسين الآثار المُترتبة على ذلك وعلى كيفية اشعال المنطقة بحرب نحن لسنا بحاجه لها إنما إسرائيل تُريد ذلك.

ما هي إيران؟ عدد سكانها ٨٩ مليون مواطن، قامت الدولة منذ العام ١٥٠١م مساحتها ١,٦٤٨ مليون كم2، اجمالي حدودها البريّة 5440كم ولديها عمق استراتيجي كبير لم يتم احتلالها سابقاً من أي دولة أي لم تُستعمر منذ الإسكندر المقدوني، ولديها 15 ميناء ومرفأ، و٢٨٨ مطاراً، وتملك ١٦١٢ دبابة، ٣٠٠ طائرة، بالإضافة لتقدمها في صناعة الطيران المُسير، نوع شاهين وغيرها، وتمتلك أكثر من (٣٠٠٠) صاروخ باليستي ذات مديات مختلفة من ٣٠٠كم إلى ٢٥٠٠كم، مثل: سجيل، عماد، فجر شهاب ٣ وغيرها. أمام هذه القدرات التسلحية ألاّ تستطيع إيران استيعاب الضر?ة الاولى؟ مهما كانت القدرة العسكرية الصاروخية والجوية لأميركا فإن إيران قادرة على امتصاص الضربة الأولى وعندها سوف ترد على القواعد الأميركية في الخليج العربي ناهيك عن الضربات لإسرائيل.

الحرب على إيران تعني إشعال المنطقة برمتها، وبل تدمير جزء منها والتأثير على التنمية والحياة عموماً كل الدول العربية التي تضم قواعد اميركية سوف تتأثر بصورة مُباشرة، ونقطة الصفر باتجاه إسرائيل هي الأراضي الأردنية وستسقط الصواريخ كما حصل سابقاً بعد ٧ اكتوبر.

إن الجميع مُتضرر واذا تلوث الخليج العربي فسوف تقطع المياه عن كل تلك الدول إضافة إلى إغلاق مضيق هرمز وتهديد التجارة الدولية ومسارات النفط في كل الخليج أمام هذا الوضع فإنه ليس من مصلحة أي دولة عربية تأييد أي هجوم عسكري على إيران لأن الآثار مُدمرة وهذا ما تريد دولة الكيان الصهيوني فكل الأوراق ستُخلط في أرجاء المنطقة وكل ذلك يُصب في مصلحة إسرائيل المُتوحشة أو سيزداد توحشها وتنمرها على الشرق العربي، وأمام هذا الواقع المُتردي عربياً يجب التوجه نحو احياء مشروع عربي سياسي مُتماسك لمواجهة المشاريع السياسية في المنط?ة والأمل في مراكز الثقل والقدرات العربية على التحرك قبل فوات الأوان، وقبل تصفية القضية الفلسطينية، وقبل تمدد إسرائيل في سوريا ولبنان، وقبل أن توجه ضربة لإيران والعرب سيدفعون الثمن، وأن المُستفيد الوحيد من كذلك هو إسرائيل على حساب الدم والمصالح العربية.











طباعة
  • المشاهدات: 5789
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-04-2025 09:31 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم