حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,13 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2940

«بين بوابات القدس» مجموعة قصص جديدة لصبحي فحماوي

«بين بوابات القدس» مجموعة قصص جديدة لصبحي فحماوي

«بين بوابات القدس» مجموعة قصص جديدة لصبحي فحماوي

09-04-2025 08:13 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يواصلُ الرّوائي والقاص والأديب الأردني صبحي فحماوي انحيازه لفلسطين بوصفها قضيّة وطنية، من خلال مجموعته القصصيّة الجديدة «بين بوابات القدس»، والتي ارتأى إهداءها «إلى غزّة، التي فجّرتَ دُمّلاً بحجمِ دولةٍ أسيرةٍ، فسال منه فيضٌ كبيرٌ من الصَّدِيدِ، ألهب حوله سطح الكرة الأرضية، فأعاد لها بعض صحتها».


وتقدم المجموعة صورة بانورامية للحياة الاجتماعية للناس خلال العدوان الصهيوني على غزّة، وعمّا يفعله بالناس بشكلٍ مباشرٍ، بل، بما فيها من تفاصيل، غير أن العدوان الصهيوني يجعلها حياة معجونة بالمعاناة والألم والفقد، وهكذا يطلقُ فحماوي صرخته ضدّ هذا العدوان الشّرس بشكلٍ فني، وضدّ ممارساته الهمجيّة في حقّ الناس، بعيدًا عن الخطابيّة المباشرة.


وقد صدرت المجموعة حديثا عن دار «الآن ناشرون وموزعون»، في عمّان، وجاءت بعيدة عن التكلّف، لصالح قربها من اليومي والمعيش، كما تمّ توظيف الكثير من الكلمات والعبارات الدارجة على ألسنة العامة في قصص المجموعة، في حين كانت الأمثال الشعبية حاضرة بقوّة بين ثنايا المجموعة.


أولى قصص المجموعة جاءت بعنوان «التوأمان»، في إحدى وعشرين صفحة، وتتحدّث عن «منير جبران»، أحد سكان مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزّة، ومعاناته في مختلف تفاصيل الحياة اليوميّة، أسوة بسكّان القطاع جميعهم، «بسبب الحصار المفروض على القطاع من جميع الجهات؛ الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، والمختوم بقُبّة سماوية تُغطي قِدْرَ القطاع الذي داخلهُ يغلي».


وكان «منير» قد رُزق بمولودين توأمين: ذكر وأنثى، بعد سبع سنوات من الانتظار، وفي حين يعيشُ الناسُ حيوات يومية بشكل بسيطة، نجدها تتعقّد تدريجياً في ظل العدوان الصهيوني فتصبح تحديات كبيرة، إذ يقول منير: «صحيح أننا نبحث عن رغيف خبز في هذه السنوات الماطرة بالمتفجرات الأمريكية والرياح المُغبرّة الكانسة لنفايات المدينة التي لم يعُد يجمعها أحد بعد هذا الشر المستطير الذي يتدفق على القطاع من جميع الجهات.. إنه دمار لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم..».
وفي مكان آخر من القصّة ينقل لنا «منير» صورة تجسّد جانبًا مؤلما من معانة الأطفال في ظل الاحتلال، يقول: («انظر انظر». يكلم نفسه قائلاً:
«الأطفال الذين لم يموتوا بعد، تجدهم يلعبون داخل حفرة القبور الجماعية اللانهائية الاتساع، اسمع، اسمع ما يقولون وهم يُقهقهون:
«نريد أن نستغلَّ الوقت الضائع، فنحتفل ونضحك ونلعب ونتباطح، قبل أن نُدفن في هذه القبور». وأحدهم يصيح ضاحكاً:
«دعونا نلعب قبل أن نموت.. الواحد يودع الحياة باللعب وليس بالبكاء». وطفلة في حوالي التاسعة من عمرها تلعب معهم، وهي تقول لطفل يقف إلى جوارها:
«انظر يا يحيى، لقد لبست أحلى ثيابي، كي أموت، فأُودع الحياة وأنا جميلة».. وطفل قريب مني أسمعه يقول لرفيقه: «كلنا لها».
كلام عجائز، وكأن أطفالنا يولدون كباراً كالعجائز.. لا، بالعكس، إنهم في قمة الذكاء والنشاط الذهني، إنهم مشاريع علماء، إذ أن علماءنا لا يتصدى لحيواتهم ويُقصِّرُ أعمارهم سوى اغتيالات الأعداء الجبناء).
ومن خلال القصّة التي اتخذت المجموعة من اسمها عنوانًا لها، «بين بوابات القدس»، يضعنا فحماوي في خضمّ معاناة المقدسيين جرّاء الاحتلال، فبينما (كان حشد من عشيرة الخالدي في حارة السعدية المشهورة بين باب الساهرة وباب العمود في القدس المحتلة يحضرون حفل زفاف أحد شبابهم مع إحدى صباياهم فرحين، اقتحم الغرباء الصهاينة بيوتهم المغلقة بالمفاتيح، وذلك تحت حماية قوة الشرطة الإسرائيلية، فكسروا الأبواب، ودخلوا الغرف، وتحصنوا فيها).
أما باقي القصّة فنتخيّل في ظلّ الاحتلال كيف يتخذ من الاعتداء على حقوق المدنيين العُزّل شريعةً ومنهاجًا وسلوكًا.
أما عناوينُ القصص الأخرى التي تضمنتها المجموعة فكانت على النحو الآتي: «المختار أبو طامس»، «مقام الشيخ مصطفى الولهان»، و»مُجرّد حوالة»، و»دموع لِفِرَاقِ الحبيب»، و»حريق آرون بوشنل»، و»أُمُّنا الغولة!»، و»قصة و»الثلاجة الفارغة»، و»ابن العم أولى بلحمته»، و»لا سائل ولا مسؤول!»، و»بحيرة البجع!»، و»وظيفة محترمة»، و»الوالد تَسَهّل!»، و»المُهَجّر»، و»الغزالة الطائرة!»، و»لذّة حنان الأب»، و»قاطرة الحريم!»، و»بوّاب على قارعة الطريق!»، و»أفاعي صينية!»، و»الهوليجانز».
وصبحي فحماوي: بعد خمسة وخمسين كتابًا منشورًا له وعن أعماله، بين الرواية والقصة والأقصوصة والمسرحية والنقد؛ عقدت له جامعة شعيب الدكالي المغربية، المؤتمر الدولي الثالث للرواية العربية بعنوان: «دورة الروائي صبحي فحماوي» (نيسان 2019). قد حاز عددا من الجوائز العربية، صدرت له حتى الآن خمس عشرة رواية، له عشر مجموعات قصصية، وله سبع مسرحيات ومشاهد مسرحية. وحصل عدد كبير من الباحثين العرب ومن تركيا والهند على شهادات الدكتوراه، وحصل عدد من الباحثين على شهادات الماجستير في رواياته وقصصه.











طباعة
  • المشاهدات: 2940
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-04-2025 08:13 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم