حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,18 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5699

ماهر أبو طير يكتب: المنقذ الغائب في تقييمات المعشر

ماهر أبو طير يكتب: المنقذ الغائب في تقييمات المعشر

ماهر أبو طير يكتب: المنقذ الغائب في تقييمات المعشر

09-04-2025 09:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
يقول نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأسبق، الدكتور مروان المعشر أن الأردن يجب أن لا ينتظر منقذا خارجيا لأن عصر المنقذين الخارجيين انتهى، وأن على الأردن أن يتحمل مسؤولية نفسه على كافة الأصعدة ،لان انتظار منقذ خارجي يعني أن الوضع في غاية السوء.


كلام المعشر غالبا ما يكون عميقا، فإن لم تتفق معه، يثير ذهنك، وفي سياق كلامه لا بد من الإشارة إلى عدة نقاط، أبرزها أن الأردن تاريخيا، تم تركه ليتشكل تحت وطأة الاعتماد على الآخرين، وخصوصا، اقتصاديا، من حيث تدفق المنح والمساعدات والقروض، وهو أيضا بالمقابل استثمر في البنية البشرية، من حيث التعليم والتأهيل وإنتاج الكفاءات النادرة، والعادية، أيضا، وهذا كان استثماره الأبرز، أي "الاقتصادي-البشري"، ومن جهة ثانية لا بد أن يشار إلى أن تركيبة الإقليم وأزماته، لم تسمح للأردن أن يراكم منجزات مستقرة، ويكفي أن نحلل كلفة حرب 1967 على الأردن سياسيا، أو اجتماعيا، أو اقتصاديا لندرك أن كل زلزال كان يقع، كان يرتد على الأردن أولا، وصولا إلى حرب الخليج 1990، وما نجم عنها، بمعنى أن الإقليم كان يشطب بشكل دوري القدرات والإمكانات التي يتم تذخيرها وتوفيرها أردنيا كل عقد من الزمن، ويجعل الأردن في حالة التقاط أنفاس، وبحاجة إلى مساعدة.

لكن الإشارة التي تطرق اليها المعشر مهمة من حيث التوقيت، في ظل سياسات عالمية اليوم تدير ظهرها للحليف قبل العدو، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، بما يعني أن إنتاج خطة أردنية عاقلة ومنطقية تستند إلى الداخل الأردني هو الحل الوحيد المتاح أمامنا، مع كل الأزمات التي تحيط بالأردن من كل الجهات وتضغط عليه، في ظل مديونية وعجز، وأخطار عسكرية وأمنية، وهذا يجعل الوصفة الداخلية مضاعفة الأهمية، برغم انها تبدو مستحيلة إلا في الحد الأدنى، وليست أمرا متاحا في ظل تناقض وجهات النظر الداخلية، والحلول التي تطرحها مرجعيات متعددة، يركز أغلبها على الإدارة اليومية وليست الإستراتيجية.
الأمر الأبرز الذي يمكن اثارته هنا يرتبط بالمهددات، ولا بد من الكلام بصراحة، لان التخلي عن منقذ خارجي وفقا لرأي المعشر، لا بد أن يتزامن بشكل منطقي، مع زوال المهددات، ودون استثمار مريض في المخاوف وإثارة ذعر الناس، فإن الأردن يعيش طوال عمره محاط بالتهديدات، بعضها من إسرائيل، برغم محاولات تجنب شر الإسرائيليين، وبعضها من أطراف عربية، حاولت تقويض الأردن، تحت عناوين مختلفة، وبعضها يرتبط برهن الدعم الخارجي، باشتراطات مكلفة لا يحتملها الأردن، كليا وان احتملها جزئيا، وإذا كانت دعوة المعشر هنا منطقية جدا وعملية، إلا أن الأردن غير قادر على ترسيم مساحاته في الإقليم، دون أن يضع في حسابه المهددات، بما في ذلك المهددات الداخلية التي ليس هنا محل اثارتها أصلا.
الخلاصة تقول إن الأردن ليس معزولا عن غيره، فيما تدبر وصفة داخلية، لانقاذ بنيتنا وحمايتها يعد أمرا وطنيا أصلا، نطالب به جميعا، وبحاجة إلى طريقة مبتكرة غير السائدة حاليا، بوجود إمكانات اقتصادية مغيبة بحاجة للتفعيل، ومزايا جيوسياسية، وإمكانات بشرية، مع الإقرار أن غياب التخطيط هو أساس الازمة، فيما تضيف المهددات ضغطا ثقيلا من نوع ثان علينا.
المنقذ الخارجي غائب، وان حضر فهو متطلب!.











طباعة
  • المشاهدات: 5699
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-04-2025 09:24 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم