حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,15 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2604

عواد يكتب : التماسك المجتمعي: درع الوطن والأمة في وجه التحديات وصمام للاستقرار

عواد يكتب : التماسك المجتمعي: درع الوطن والأمة في وجه التحديات وصمام للاستقرار

عواد يكتب : التماسك المجتمعي: درع الوطن والأمة في وجه التحديات وصمام للاستقرار

10-04-2025 08:51 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد نضال عواد
في ظلّ تحوّلات إقليمية ودولية غير مسبوقة، تتعاظم الحاجة إلى ترسيخ الوعي الجماعي بأهمية التماسك المجتمعي كضامنٍ رئيسي للأمن والاستقرار، وكقوّة دافعة لمواجهة التحديات. فالأردن، الذي شكّل عبر تاريخه نموذجاً للوحدة الوطنية بظلّ القيادة الهاشمية الحكيمة، يشكل أساساً لبناء الانجازات وحفظ المكتسبات.

الوحدة الوطنية: إرث تاريخي ورهان مستقبلي

لطالما تميّز الأردن بمجتمعٍ واحدٍ متماسك، تجسّدت قوّته في التعاضد بين أبنائه، وفي التلاحم بين القيادة والشعب. فالجيش العربي، حصن الوطن وسياجه المنيع، هو انعكاس لهذه الروح الجماعية التي تحمي حدود الوطن وقيمه وتجعلنا نشعر بالأمان في كافة محافظات ومناطق المملكة على مدار الساعة الحمدللّه. وفي ظلّ القيادة الهاشمية، التي رسّخت العدل والحكمة كمنهجٍ للحكم، أصبح الأردن قلعةً للاستقرار في منطقةٍ تعصف بها الأزمات، مما يستوجب علينا جميعاً الحفاظ على هذا الإرث بتجذير ثقافة الحوار البنّاء، واحترام التنوّع ضمن الإطار الجامع للهوية الوطنية.

التضامن مع قضايا الأمة والإنسانية العادلة:

إنّ التضامن مع غزة والقضية الفلسطينية، كقيمةٍ وطنيةٍ وإنسانية، يُذكّرنا بأنّ الوحدة لا تعني التماثل، فلكلّ فردٍ أو مجموعةٍ حقّ التعبير عن موقفهم بأساليب مختلفة، شرط ألا تتحوّل هذه الاختلافات إلى خلافاتٍ تُضعف الجبهة الداخلية أو تسيء للثوابت الوطنية. فالعدو الحقيقي لا ينتظر إلا شرخاً في جدارنا المجتمعي لينفذ عبره، وهو ما يستدعي منّا التركيز على جوهر القضايا بدلاً من الانشغال بالخلافات الثانوية، عملاً بمبدأ "دَرْءُ المَفاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَنافِع"، ولنعبر عن التضامن بكل الطرق السلمية التي توصل الرسالة للعالم أجمع بأهمية الوقوف إلى جانب مواقف دولتنا الأردنية الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية.

الشباب ووسائل التواصل: منصّة للوعي لا للصراع

يقع على عاتق الشباب مسؤولية استثمار منصّات التواصل الاجتماعي كأدواتٍ فاعلة لإيصال الرسالة الأردنية والعربية للعالم بلغاتٍ متنوّعة، ونقل الحقائق بعيداً عن التشويه. فبدلاً من أن تتحوّل هذه الوسائل إلى ساحاتٍ للاتهامات أو التخوين، ينبغي توظيفها لتعزيز الوعي بحتمية الوحدة، ولتسليط الضوء على إنجازات الوطن، مع تقديم النقد البنّاء بشكلٍ دبلوماسيٍ يُعالج السلبيات دون تمزيقِ النسيج الاجتماعي.

الخلاف: اختبارٌ للوعي.. والفتنةُ جمرةٌ تحت الرماد

يحذّرنا التاريخ من أنَّ "الفِتْنَةَ نائمةٌ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أَيْقَظَها"، فالنزاعات الداخلية – مهما بدت صغيرة – قد تُشعل ناراً تأكل الأخضر واليابس. لذا، يجب التعامل مع أيّ خلافٍ بمنطق الحكمة والموعظة الحسنة، والالتزام بالثوابت الوطنية كمرجعيةٍ لحلّ النزاعات، مع تفعيل مبدأ أنَّ "حِفظَ الأمنِ الوطني مسؤوليةٌ جماعية"، فلا مجال اليوم للتراخي في حماية مكتسبات الوطن.

الوطنُ مسؤوليةٌ تُحمَلُ بالقلب قبل اليد، وإنّ التحديات المُعاصرة تستدعي منّا جميعاً أن نكون سفراءَ لوطننا داعين للتماسك في فكرنا وكلمتنا وأفعالنا. فلنُذكّر أنفسنا دائماً بأنّ قوّتنا في وحدتنا، وأنّ اختلاف الرأي – إذا أُدار بحكمة – يُثري المسيرة ولا يعيقها. وبتضامننا، وبإخلاصنا لقيادتنا الهاشمية، سنظلُّ – كما كنّا دائمًا – نموذجاً يُحتذى به في الصمود والبناء والوقوف دوماً مساندين لقضايا الأمة بل والإنسانية العادلة.

ولنتذكر دوماً ومهما طال الزمان، اللّه أكبر اللّه أكبر، و في الاتحاد قوة وفي التفرقة الذل والهوان، وأنّ النجمة السباعية في علم بلادي تستحق منّا الأفضل دائماً.











طباعة
  • المشاهدات: 2604
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-04-2025 08:51 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم