حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,16 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4151

مكرم أحمد الطراونة يكتب: هل هناك انقسام في المجتمع الأردني؟

مكرم أحمد الطراونة يكتب: هل هناك انقسام في المجتمع الأردني؟

مكرم أحمد الطراونة يكتب: هل هناك انقسام في المجتمع الأردني؟

10-04-2025 09:15 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
بعث إلي أحد الأصدقاء مقطع فيديو قصيرا للغاية، مرفقا إياه بسؤال: ما رأيك؟
الفيديو يظهر فتاة تتجرأ على شتم رجال الأمن المتواجدين في المكان، وتصفهم بالصهاينة، معبرة عن غضبها من استمرار عدوان الاحتلال على الأشقاء في غزة!


حاولت التفكير برد واع عن سؤاله المرفق، وكيفية تدبر إجابة تبتعد عن الشعبوية، وتقترب من استقراء الحالة الفوضوية الخطيرة التي طفت على السطح مؤخرا، وتم خلالها التعرض للجيش والأجهزة الأمنية، والاستهزاء بمجهوداتهم الكبيرة والتقليل منها، وهي الجهود التي لا ينتظرون عليها حمدا ولا شكورا.
سألت نفسي: كيف لأردني أو أردنية أن يصف رجل الأمن الساهر على حمايته وأمنه بأنه صهيوني؟ وكيف له أن ينزلق إلى هذا التوصيف الذي لا يمكن أن ينطق به شريك في الوطن تجاه من يحميه. وسألت: من المستفيد من شيوع مثل هذه النبرة التخوينية تجاه أبنائنا وإخواننا. كما سألت أيضا: هل تنتشر مثل هذه اللغة وهذا الجو العدائي من دون وجود محرضين أساسيين ينشرون الكراهية داخل المجتمع، ولمصلحة من تتم الدعوة إلى الفوضى في الأردن، وما هي الغاية النهائية لهذه الدعوات التي ينبغي أن نقف متشككين إزاءها؟
إن التعاطف مع غزة، والخروج في مسيرات قانونية تحترم الوطن الذي نعيش فيه، وتحترم رموزه، هو حق لا يمكن أن يختلف عليه أحد، لكن الانزلاق إلى تعبيرات وشعارات تمس الثوابت الوطنية، هو خروج عن السطر، ومحاولة لإذكاء الفتنة والخلاف بين المواطنين. المواطنة توجب أن يكون هناك حد أدنى من التفاهمات التي تتوحد عليها الآراء، وتعتبرها مسلمات ومقدسات غير قابلة للمساس.
من يجد نفسه غير قادر على مثل الوحدة فهو بالتأكيد خارج منظومة المواطنة، فالمعارضة لا تبيح المس بالثوابت، وحرية التعبير لا تمنح هذه السيدة ومن هم على شاكلتها الحق بوصم أجهزتنا الأمنية بهذه الصفة المستقبحة.
الأمر المثير للاستغراب كثيرا، هو حسابات التواصل الاجتماعي التي انبرت للدفاع عن الفتاة، وبعضها حسابات لحقوقيين، تدعي تعرض الفتاة لاعتداء من قبل رجال الأمن خلال تجمع للتعبير السلمي، وأنه لا يجوز لأحد أن يكتب دفاعا عن الأردن إزاء مثل هذه الحادثة، بينما يبيح أولئك لأنفسهم الدفاع عن الفتاة، ويبررون ذلك بأنها تعرضت للاعتداء، وهو منطق فاسد وقياس لا يمكن البناء عليه، فإن كانت الفتاة تعرضت للضرب حقا، فهناك سبل قانونية تستطيع السير فيها، لا أن تلجأ إلى شتم أجهزة الأمن بأقبح الكلمات، ثم تجد من يدافع عنها، مثلما يدافع آخرون عن أولئك الذين نعتوا أفراد الجيش بصفات لا تتشكل إلا في خيالاتهم المريضة.
هؤلاء المعلقون ظلوا على الدوام جزءا من الأزمة، فقد سارت ولاءاتهم جنبا إلى جنب مع مصالحهم الشخصية و"جهات التمويل" التي ربطت بين حجم التمويل ومقدار "المخالفات" التي يوردونها في تقارير يفتقر كثير منها إلى المصداقية والوطنية، بينما سوقوا أنفسهم مدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان، لكنهم نسوا في أثناء ذلك أن هناك وطنا يحتاجهم ويحتاج إلى دفاعهم عنه، لكنهم استمرأوا التخاذل والعبث واللعب بـ"البيضة والحجر"، ورأيناهم كيف يدافعون عن أنظمة دموية، وزعماء ديكتاتوريين جلبوا كل جيوش العالم إلى بلدانهم، وقتلوا شعوبهم بالكيماوي والطائرات والصواريخ والمدفعية، وكل ذلك لم يؤهل تلك الشعوب للتعاطف، بل أدانوها وهتفوا للجزار!
أنا واحد من أولئك الذين سيرفعون صوتهم عاليا من أجل أن تمارس الدولة دورها الطبيعي في حفظ هيبة وكرامة رجال الجيش والأمن، وبالتالي حفظ الثوابت الأردنية التي ينبغي ألا يكون هناك أي خلاف حولها. بالنسبة لي؛ فأنا أردني ولدت وأكلت وتعلمت وعشت في خير هذا البلد، وليس لي أي ارتباطات خارجية تمارس ضغوطها لكي أنفذ أجندات مشبوهة، كما لا أقدم أي تقارير لجهات تمويلية لكي أحظى بمال غير مشرّف. وكل ما أرجوه، هو أن يعود هؤلاء المارقون، ومن يقفوا مدافعين عنهم، إلى صوابهم، وإلى أردنيتهم.


الغد











طباعة
  • المشاهدات: 4151
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-04-2025 09:15 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم