حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,17 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3392

زيدون الحديد يكتب: سنة ونصف من الحرب على غزة "تكفي"

زيدون الحديد يكتب: سنة ونصف من الحرب على غزة "تكفي"

زيدون الحديد يكتب: سنة ونصف من الحرب على غزة "تكفي"

10-04-2025 09:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زيدون الحديد
أكتب حروف هذا المقال بطريقة لم أكتب بها من قبل، ربما لأنه لم يعد هناك شيء، فسنة ونصف بالضبط على بداية الحرب المدمرة على غزة جعلتها بلا شيء، فأصبح الزمن فيها يقاس بالركام، لا بالأيام، فالسنة والنصف التي مرت لا يمكن حسبانها إلا بالألم والدمار والخذلان، وكانت كفيلة بتحويل مدينة تعج بالحياة، إلى مدينة اشباح وخراب.


غزة، التي لم تكن يوما غائبة عن المعاناة، لم تشهد في تاريخها المعاصر دمارا بهذا الدمار، فكلنا شاهدنا بالصورة الحية الكاملة، كيف انها مسحت عن الخريطة، وشعب لم يعد يملك إلا أن يتنفس هواء الرماد المحمل برائحة القصف والبارود، وكل هذا يندرج تحت سؤال، لماذا كل هذا الخراب؟

ومع كل هذا الخراب، ما يزال في داخلي يقين بأن الفرج قريب، ربما جاء ذلك الشعور بعد التصريح الأخير لترامب، حين قال: «ان الحرب ستنتهي قريبًا.»
فتلك الجملة الباردة، رغم برودتها، تمثل اعترافا أن النهاية ليست نتيجة نصر أو انتصار، بل فراغ خلفه دمار.
نعم، انتهت الحرب – أو تكاد– لا لأن أحدًا انتصر، بل لأن كل شيء قد تدمر، فلم يبق ما يقصف، ولا ما يدافع عنه بالحجارة او من خلف الاسوار، لكن ما بقي، رغم كل شيء، هو الأمل الذي لا يهدم، والصبر الذي لا يقهر، والناس الذين رغم الجوع والموت، ما يزالون ينظرون إلى السماء وكأنهم يقولون: «ما ضاقت إلا لتفرج.»
وهنا دعونا نعود ونتوقف ونتحدث عما يقولون من مستقبل وانتصار! وهل يبنى الانتصار على الأشلاء والدمار؟
وأي مستقبل يمكن بناؤه حين تمحى المنازل والمدارس، والمستشفيات، والذكريات؟ وهل سيبنى كل ذلك حين تهجر العائلات، وقد عاشت الأطفال على مشاهد القصف والدمار والويلات؟
غزة اليوم، وبعد سنة ونصف من الحرب، لا تحتاج إلى سلاح أو هدنة مؤقتة، بل إلى اعتراف بأن الحرب لم تكن يوما على تنظيم حماس او مقاومة، بل على شعب اصبح يعيش أهوال يوم القيامة.
هنا أقول وأكرر كلام الرئيس الأميركي ترامب ان سنة ونصف من الحرب في غزة تكفي، لأن الحجر لم يعد يحتمل، ولأن البشر هناك لم يعودوا يملكون شيئا يخسرونه، كون الصمت عن غزة جريمة.
ربما آن الأوان للعالم أن يلتفت حقا إلى غزة، لا ببيانات الإدانة أو وعود الإغاثة، بل بإرادة حقيقية لإنهاء هذه الدائرة الجهنمية، آن الأوان لأن تعاد للغزيين حياتهم، لا كجائزة ترضية، بل كحق مسلوب بعد كل تلك الحروب.











طباعة
  • المشاهدات: 3392
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-04-2025 09:16 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم