10-04-2025 09:23 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
سؤال ردده المغفور له الملك الحسين بن طلال واعتبره محل جدل في الساحة الإسرائيلية طالما استمر الشعب الفلسطيني موجود على أرضه ومقاومته للاحتلال، وهذا يقودنا إلى خطابه عام 1986م في وقت تصاعد السياسات الإسرائيلية المتطرفة آنذاك، حيث حذّر الملك الحسين من إدامة الاحتلال لاستيعاب الأرض وهضمها بالتدريج اعتماداً على قوته العسكرية وتلاقيه مع اليمين المتطرف الأمريكي وحذّر كذلك من أية محاولة لزعزعة ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه قائلاً: "إن ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه والدعم الأردني مكّنه من فرض قضيته على جدول أعمال المحافل الدولية".
ويبقى السؤال الذي ردده الحسين بن طلال محل جدل على الساحة الإسرائيلية والعالمية إلى اليوم. نعود اليوم إلى الخطاب الذي شرح فيه الاجتهادات التي تطبخ في عقلية المؤسسة الإسرائيلية المتطرفة، وهي:
الاجتهاد الأول يقول: نأخذ أكبر جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة وهو الأقل كثافة سكانية ونعيد للأردن الجزء المتبقي وهو الأكثر كثافة وقد حمل هذا الاجتهاد اسم الخيار الأردني ورفضناه.
أما الاجتهاد الثاني فيقول: نأخذ الأرض كاملة ونعطي السكان الفلسطينيين حكماً ذاتياً، لا يعطيهم حق سيادتهم على أرضهم من منطلق اعتبارهم جالية أجنبية كبيرة على أرض إسرائيل وبذلك نفصل السكان عن الأرض تمهيداً لتهجيرهم وفق ظروف مواتية ستنشأ في المستقبل ورفضه الفلسطينيون. مثلما رفضناه نحن.
والاجتهاد الثالث: فهو ينادي بأخذ الأرض وطرد السكان باتجاه الشرق وذلك باستخدام القوة العسكرية وهذا الاجتهاد لا يؤثر فيه الرفض بل الإعداد والاستعداد ومن المهم أن نلاحظ أولاً كلا من الاجتهادات الثلاثة ينطلق من مبدأين هما: مبدأ تلازم مصير الشعبين الأردني والفلسطيني، ومبدأ فصل الشعب الفلسطيني عن أرضه.
ورأى الحسين أنّ الاجتهاد الثالث وهو المستند إلى الخيار العسكري قد جاء متأخراً عن الاجتهادين الآخرين من الناحية الزمنية حيث إنه أخذ يبرز في حملة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، ولأصحابه اليوم عدد من المقاعد في الكنيست الإسرائيلي وهو آخذ في التنامي وهو الذي يلون الطيف السياسي الإسرائيلي الحالي باللون اليميني المتطرف وهو الذي وجد في اليمين الأمريكي مؤخراً حليفاً متحمساً لتوجّهاته لأنه يصور لذلك اليمين الأمريكي أنه القادر على حماية مصالحه ويشكل قوة بتواجده في قلب الوطن العربي الممزق الأوصال فكراً وعملاً وتأثيراً. إن سيطرة هذا الاجتهاد على المسرح السياسي الإسرائيلي أو لجمه تعتمد على عوامل عدة نشكل نحن العرب في وعينا لما يجري وموقفنا منه وسلوكنا نحوه أحد أهم هذه العوامل إن لم يكن أهم عامل منها.
وطرح الحسين أسئلة، أبرزها: هل حان الوقت لنستخلص وبشكل خاص الأخوة الفلسطينيين خارج الأرض المحتلة على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم النتائج الصحيحة فنوجه الاهتمام ونركزه على الأرض ومن عليها؟
ويؤكد الحسين أن الأردن باشر في دائرة الفعل الذي أسهم في نضوج الشخصية الفلسطينية وتمسكها بأرضها ومدها بكل أسباب الحياة لتبقى. إنها السياسة الهاشمية التي تقينا من تبعات ما يطبخ في العقل الإسرائيلي، وهي حكمة ملوك بني هاشم الموصولة حتى يومنا هذا.. والتي يعززها الملك عبد الله الثاني مؤكداً على تمسّك الشعب الفلسطين بأرضه ومحذراً من من الاستيلاء التدريجي على الأرض والتهجير ورافضاً لكل محاولات تفريغ الأرض وداعماً لصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحل الدولتين وداعماً لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-04-2025 09:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |