10-04-2025 11:13 AM
بقلم : أية محمود رزق
كانت تعيش حالة من الاشتياق، تبحث عنه في كل حين، تنتظر أن يشعر بها. لكن مشاغل الحياة ومسؤولياتها أخذته بعيدًا، فنسى تمامًا أن هناك من تنتظر وجوده يوميًا. كانت تشاركه كل شيء، إلا أنها لم تشعر مرة واحدة بأنها من أولويات حياته.
تحدثت معه عن جميع مخاوفها، فهل كان يستمع؟ ومع مرور الأيام، اعترف بأنه يريد مواصلة الحياة معها، فوافقت بشغف لأنها شعرت بالأمان برفقته ولأن حبها له كان عميقًا. واستمرت الأيام في صراع الحياة، لكنها كانت تتذكره في أكثر الأوقات حاجةً إليه، متأملة فيه في لحظات الضعف
ما زالت تنتظر، تتساءل لماذا لا يُعاملها الآخرون كما تعامِلهم. تمنح كل الحب، تزرع الأمل، لكنها لا تحصد سوى الأشواك. ترسم الطريق أمامها، لكنها تجد نفسها في المنتصف، تنهض وتستثمر شغفها في آمال وأحلام قد تكون زائفة. ترى نورًا ساطعًا في الأفق، لكن تفتقر إلى الرفيق الذي يشترك معها في هذا الإشعاع، وهو غير مدرك لمشاعرها، منشغلًا فقط بمسؤولياته ومشاغل يومه. فمن يشعر بها وهي ما زالت متمسكة، حتى جُرحت يديها من شدة التمسك بعلاقة تُعرف بـالانتظار من طرف واحد. تنظر إليه وكأنه الوطن، بينما هو يرى فيها شيئًا عابرًا. تراه أب، لكنه لا يُدرك ذلك. ومع مرور الوقت، بدأت تفقد شغفها وتتساءل إن كان سيأتي يومٌ يحقق آماليها.
بدأت تشعر بأنها غريبة عن موطنها، وكانت تسعى لسماع كلمات تعبر عن مفهوم الرفيق والشريك في الحياة، تبحث عن شيء جميل يضفي ألواناً رائعة على حياتها ويجدد طاقة الحب. لكنه لم يدرك ذلك. كانت تأمل في كلمات طيبة تنير يومها البسيط، ولكن لم يفهم كُل ما يدور في نفسها. نأت بنفسها عن الافتراضات، متسائلة إن كان تصرفه قاصداً أم لا، رغم ثقتها التامة به. تساءلت أيضاً عن مدى صحة مشاعرها، إذ كانت منهكة بالتفكير في هذا الأمر حتى حرمت من النوم، لتجد نفسها كالأغراب، وحتى هؤلاء الغرباء قد يبدون أكثر لطفاً. ولكن، رغم ذلك، لا زالت تتمسك بأملها.
في يوم من الأيام، شعرت الفتاة بلهفة كبيرة لسماع كلمات من حبيبها، فتوجهت إليه قائلة: قل لي إنك تحبني، حيث كانت تشتاق إليه وإلى كلماته التي تخفف عنها مصاعب الحياة. لكن صدمتها كانت كبيرة عندما رد عليها قائلاً: لا أشعر بهذه الكلمة في قلبي حالياً، ولا أرغب في قولها زوراً. بدت هذه الكلمات وكأنها صدمة كهربائية، فلم تستطع الفتاة أن تنطق بحرف واحد من أثر الصدمة. لم يدرك الشاب مقدار الجرح الذي ألحقه بها في تلك اللحظة، واستمر في تصرفاته وكأنه يضيف الملح إلى جرحها النازف، بينما كانت الفتاة تفكر بعمق في حقيقة ما يجري، متسائلة هل يدرك هذا الشاب حجم الألم الذي يسببه لها؟
هل يشعر بهذا الجرح؟ وإلى متى سيظل هكذا؟ هل فقد الإحساس، وهي تنتظر عودته ليعود من غفوة المسؤوليات التي لا تنتهي؟ كانت تأمل أن يشعر أنها جزء من يومه مثل أخته أو والدته أو ابنته، فهو لا يستطيع الاستغناء عن هؤلاء. فلماذا إذًا الاستغناء عن من وهبتك قلبها، منحتك حياتها بالكامل؟ لماذا لم نشعر بذلك؟ هل تضمن حياتك، أيها الشاب؟ هل تضمنين حياتك، أيتها الفتاة؟ لماذا هذا الجفاء في العلاقات؟ سيأتي يوم ستشتاق فيه لسماع صوتها، ولكن القدر لا يرحم صغيرًا ولا كبيرًا. ويبقى الدعاء هو الرابط الوحيد بيننا. لماذا لم ندرك أن الأعمار ليست بيد البشر؟
عش ما شئت فإنك ميت واحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزى به
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-04-2025 11:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |