10-04-2025 11:17 AM
بقلم : عاطف ابوحجر
في ضوء تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شهدت الساحة الأردنية موجات من التظاهرات الشعبية نصرةً لفلسطين، ورفضًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. ومثل هذه التظاهرات تُعبر عن وجدان الشعب الأردني، الذي تربطه بفلسطين علاقة تاريخية، قومية وإنسانية. غير أن ما يُثير القلق هو **ما شاب بعض هذه الوقفات من تجاوزات وتطاول على رجال الأمن العام الأردني**، تحت شعارات الدعم للقضية الفلسطينية.
##دعم فلسطين واجب، لكن ليس على حساب الوطن
لا خلاف على أن دعم القضية الفلسطينية واجب وطني وقومي، وقد كانت المملكة الأردنية الهاشمية – قيادةً وشعبًا – على الدوام في طليعة الداعمين لنضال الشعب الفلسطيني في كافة المحافل السياسية والإنسانية. إلا أن **تحويل هذا الدعم إلى ذريعة للتطاول على هيبة الدولة ورجال أمنها هو أمر غير مقبول**، بل يسيء إلى جوهر القضية التي يُفترض أن يُدافع عنها المحتجون.
##رجال الأمن: يقومون بواجبهم الوطني
رجال الأمن العام الأردني لا يقفون في وجه المتضامنين مع فلسطين، بل يُكلفون بحماية المتظاهرين، وتنظيم سير الفعاليات لضمان سلامة الجميع. وحينما يتحول المشهد إلى صدام واعتداء على رجال الأمن، فإن الرسالة التي يُفترض إيصالها تضيع، ويصبح المشهد فوضويًا لا يخدم إلا أجندات خارجة عن روح التضامن.
##القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى التخريب
إن نصرة فلسطين لا تعني رشق رجال الأمن بالحجارة، أو الاعتداء اللفظي عليهم، أو محاولة اجتياز الحواجز الأمنية لخلق فوضى في الشارع الأردني. فمثل هذه الأفعال لا تخدم فلسطين، بل تُسيء لصورة الدعم الشعبي، وتُضعف من التضامن الحقيقي المبني على الوعي والانضباط. القضية الفلسطينية بحاجة إلى وحدة الموقف، لا إلى فوضى تُشوه الصورة وتخدم خصومها.
##المندسون والإساءة للنوايا الوطنية
لا يمكن إغفال أن بعض من يستغلون هذه التظاهرات **لا تحركهم نوايا صادقة تجاه فلسطين**، بل يسعون لإثارة الفوضى والإساءة للأمن الوطني الأردني. وهنا تظهر خطورة الخلط بين المطالب المشروعة والانجرار خلف شعارات شعبوية قد تُستغل لتقويض الاستقرار.
##الخلاصة: التضامن لا يكون على حساب الأمن
إن دعم القضية الفلسطينية لا يعني بأي حال من الأحوال تجاوز القانون أو التطاول على رجال الأمن العام. بل يجب أن يكون هذا الدعم نابعًا من شعور بالمسؤولية، ومرتبطًا بالحفاظ على أمن الوطن وسلامة مجتمعه. فالأردن القوي والمستقر هو الداعم الحقيقي لفلسطين، وكل إضعاف لجبهتنا الداخلية يضر بالقضية أكثر مما يخدمها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-04-2025 11:17 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |