بقلم : سجى الجراروه
شهد العالم خلال جائحة كورونا تغيرات جذرية في مختلف جوانب الحياة، ولم تكن الصحة النفسية استثناءً. فقد فرضت الجائحة تحديات غير مسبوقة أثرت على الأفراد والمجتمعات من نواحٍ عدة، مما استدعى تسليط الضوء على الآثار النفسية الناجمة عن هذه الأزمة.

التأثيرات النفسية للجائحة

1. القلق والتوتر: سببت الجائحة حالة من القلق العام بسبب عدم اليقين بشأن المستقبل، وانتشار الأخبار السلبية، والخوف من العدوى.


2. العزلة الاجتماعية: فرضت إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي واقعًا جديدًا، أدى إلى شعور الكثيرين بالوحدة والانعزال، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا مثل كبار السن والأطفال.


3. الاكتئاب: ازداد معدل الإصابة بالاكتئاب نتيجة فقدان الوظائف، وانخفاض مستوى الدخل، والتغيرات المفاجئة في نمط الحياة.


4. الإجهاد النفسي للعاملين في القطاع الصحي: كان للعاملين في الصفوف الأمامية، مثل الأطباء والممرضين، نصيب كبير من الضغوط النفسية بسبب العمل المتواصل، والخوف من العدوى، وفقدان المرضى.



كيفية التعامل مع التأثيرات النفسية

1. تعزيز التواصل الاجتماعي: حتى في ظل التباعد الجسدي، يمكن الحفاظ على العلاقات الاجتماعية من خلال المكالمات الهاتفية، ووسائل التواصل الإلكتروني.


2. ممارسة الرياضة والتأمل: تساعد الأنشطة البدنية وتمارين الاسترخاء على تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية.


3. الحد من التعرض للأخبار السلبية: من المفيد متابعة الأخبار من مصادر موثوقة فقط، وعدم الانغماس في الأخبار المزعجة بشكل مستمر.


4. طلب الدعم النفسي عند الحاجة: لا بد من استشارة مختصين نفسيين عند الشعور بضغط نفسي مستمر، إذ يمكن أن يساعد الدعم النفسي في تحسين جودة الحياة.





علمتنا جائحة كورونا أهمية الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة، وضرورة تعزيز الوعي بأهمية العناية بالعقل بنفس قدر الاهتمام بالجسد. كما كشفت عن الحاجة إلى تطوير سياسات وبرامج تدعم الصحة النفسية على المستويات الفردية والمجتمعية.

لا شك أن جائحة كورونا تركت بصمتها على الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات، لكنها في الوقت ذاته أكدت على قدرة الإنسان على التكيف والصمود. ومن هنا، يجب أن يكون تعزيز الصحة النفسية أولوية دائمة، ليس فقط في أوقات الأزمات، بل في الحياة اليومية أيضًا.