حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,17 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7756

أحمد الرجوب يكتب: الإساءة للجيش الأردني خيانة لتاريخ من التضحيات

أحمد الرجوب يكتب: الإساءة للجيش الأردني خيانة لتاريخ من التضحيات

أحمد الرجوب يكتب: الإساءة للجيش الأردني خيانة لتاريخ من التضحيات

10-04-2025 01:32 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد عبدالباسط الرجوب
في ساحة مسجد الكالوتي بالعاصمة الأردنية عمّان، خرجت تظاهرة تضامنية صادقة مع أهلنا في غزة، عكست نبض الشارع الأردني الداعم دومًا لفلسطين. لكن سرعان ما تسلل إلى هذا المشهد النبيل بعض المشاغبين الذين تجاوزوا حدود حرية التعبير، ووجّهوا إساءات صريحة إلى الجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية.
هؤلاء لا يمثلون الشعب الأردني، بل يعبّرون عن فئة مؤدلجة تسعى إلى إحداث شرخ في الجبهة الداخلية، مستغلين قداسة القضية الفلسطينية في خدمة أجنداتهم الخاصة.

الأردن… تاريخ من النضال والمواقف المشرفة
منذ نكبة عام 1948، كان الأردن الملاذ الآمن للفلسطينيين، فاحتضنهم وطنًا ثانيًا وشاركهم النضال. خاض الجيش العربي الأردني معارك بطولية على أسوار القدس وفي باب الواد واللطرون، وقدّم آلاف الشهداء دفاعًا عن فلسطين.
هذا التاريخ لا يُمحى، وهو شاهد على امتزاج الدم الأردني بالفلسطيني في ساحات الشرف. والأردنيون، قيادة وشعبًا، لم يخذلوا فلسطين يومًا، ولن يفعلوا.
منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، أعلن الأردن موقفه الرسمي بوضوح تام: وقف العدوان على غزة، رفض التهجير القسري، والدفاع عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
تحرك الأردن دبلوماسيًا وسياسيًا على كل الأصعدة، وفتح أبوابه لاستقبال المصابين والجرحى، وسهّل دخول المساعدات الإنسانية، وبذل جهودًا مشهودة في المحافل الدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني.

الانفلات الفردي لا يمثل الأردنيين
الإساءات التي صدرت عن قلة خلال التظاهرات لا تعبّر عن الضمير الجمعي للأردنيين. فالشعب الأردني يعتز بجيشه وأجهزته الأمنية، ويعلم أن وحدته الوطنية هي صمام أمانه في مواجهة المؤامرات. الجيش الأردني، الذي يحمي حدود الوطن ويدافع عن القدس، لا يستحق إلا الاحترام والتقدير.
إن استغلال التظاهرات للتطاول على مؤسسات الدولة لا يخدم فلسطين، بل يضعف الموقف الأردني ويعطي أعداء الأمة فرصة لاختراق الصفوف.

الجيش الأردني… درع الوطن وفلسطين
الجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية ليسوا مجرد مؤسسات، بل هم أبناء هذا الشعب، قدموا الشهداء في سبيل فلسطين، وساهموا في الحفاظ على استقرار الأردن وسط محيط مضطرب.
فهل يُكافأ الإحسان بالجحود؟ وهل نرد الجميل بالإهانة؟ إن من يُزايد على الجيش الأردني يجهل التاريخ أو يتعمّد تحريفه.
منذ القدم، كان الأردن مستهدفًا بسبب موقعه ودوره. من مقاومة الأنباط للغزاة، إلى ثباته في وجه المشاريع الصهيونية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية. واليوم، يظل الأردن صخرة تتكسر عليها كل المؤامرات، بوحدته الوطنية ووعيه الشعبي.

كلمة أخيرة
المزايدة على الأردن مرفوضة، والإساءة إلى جيشه وأمنه لا يمكن تبريرها تحت أي شعار. من يناصر فلسطين بإخلاص، فليدعم الأردن لا أن يطعن فيه. فالأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الحر، سيبقى في خندق فلسطين، لا يتراجع، ولا يساوم، ولا يرضى إلا بالحق.
ومن لا يرى هذا الواقع، فليراجع التاريخ… ويصمت.

كاتب وباحث أردني











طباعة
  • المشاهدات: 7756
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-04-2025 01:32 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم