10-04-2025 02:19 PM
بقلم : الأُستاذه رزان المساعده
كأنّها تتنفّس… ولكن على مهل.
وكأنّ في جوف صخرها حكايةً تُروى لا بالصوت، بل بالصدى.
هذه هي البتْراء… مدينتي التي لا تزال تُقاوم بصمت، وتُراكم في قلبها أمنيات العودة.
أنا رزان، من أبناء هذه الأرض، ومن شهود التحوّلات التي مرّت بها مدينتنا على مدى السنوات. لم أدرس السياحة كتخصص، لكنني حمَلتُها في مشروع تخرجي في الماجستير، واخترت أن يكون عن السياحة وسلطة إقليم البترا التنموي السياحي، لأن هذه المدينة تستحق أن تكون محورًا لكل حوار تنموي، ولكل فكرة مستقبلية.
من أرض الواقع… إلى صفحات المشروع
مشروعي لم يكن نظريًا باردًا، بل انعكاسًا لما رأيته بعيني، وما سمعته من الناس، وما شعرت به وأنا أتنقّل بين طرقاتها.
البترا اليوم تمرّ بمرحلة من الهدوء الثقيل؛ ليس اختفاءً، بل تراجعًا في الزخم الذي لطالما عرفناه.
عدد الزوار أقل، الحركة الاقتصادية أضعف، والفرص في تراجع.
سلطة الإقليم… حجر الأساس واليد الممتدة
في دراستي تطرّقت لدور سلطة إقليم البترا التنموي السياحي باعتبارها الجسم الأهم في إدارة وتطوير المنطقة.
حللت السياسات، واقترحت مبادرات، ودرست العلاقة بين المجتمع المحلي والجهات المسؤولة، بحثًا عن مسارات تنموية حقيقية تُعيد للبترا ألقها، وتُعزز مكانتها عالميًا.
مدينة لا تموت ..لكنها تحتاج من يُنصت لها
البترا لا تزال تحتفظ بسحرها، لكنها تحتاج أن نُعيد تقديمها للعالم، برؤية عصرية، وبأساليب جديدة تليق بحضارتها.
الترويج، الاستدامة، والبُعد المجتمع .. كانت محاور أساسية في مشروعي، لأن البترا لا تحتاج إلى معجزة، بل إلى وعي، وإيمان، وعمل جماعي.
وأنا لستُ فقط باحثة، بل ابنة مدينة تُنادي بمشروعها
مشروعي لم يكن مجرد إنجاز أكاديمي، بل كان نابعًا من إحساس عميق بالمسؤولية.
كتبت عن البترا لأنني منها، ولأنني أؤمن أنّ هذا المكان يستحق أن يُعاد إليه النبض، لا بالشعارات، بل بالتنفيذ.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-04-2025 02:19 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |