حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,17 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3766

نور الدويري تكتب: تأثيرات انتشار خطاب الكراهية في عصر الرقمنة على الفكر الإنساني للشباب

نور الدويري تكتب: تأثيرات انتشار خطاب الكراهية في عصر الرقمنة على الفكر الإنساني للشباب

نور الدويري تكتب: تأثيرات انتشار خطاب الكراهية في عصر الرقمنة على الفكر الإنساني للشباب

12-04-2025 08:13 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نور الدويري
منذ تفاقم الأزمات السياسية في المنطقة العربية وتباطئ النمو الإقتصادي عموما الامر الذي ساهم بتطور سلوكيات إجتماعية اثرت على الفكر الإنساني الشاب في المنطقة العربية فعلى سبيل المثال أدت الحروب والنزاعات المتفاقمة في المنطقة من ارتفاع عدد الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي سواء الوهمية و/او الحقيقية وتزايد الإقبال على استخدمات أدوات عصر الرقمنة او الذكاء الإصطناعي لا سيما من الشباب، ومع اتساع نسب البطالة والفراغ لدى الشباب تعززت ظواهر تنمرية كثيرة استغلها الكثيرون للعديد من الأسباب او الأجندات مما فاقم انتشار المعلومات الزائفة والمضللة التي ادت لإعادة انتشار الفكر التكفيري والارهابي إذ أصبحت حوارات الشباب البسيطة وممارسة انشطتهم الطبيعية بما فيها الرياضية تدور حول تأثرهم السلبي الباطني والعلني المتأثرة بالروايات المضلله المنتشرة ، ولاشك ان الإعلام العربي اتجه لتقنيات العصر الرقمنة وادوات الذكاء الاصطناعي لمواكية التطورات السريعة لكنه اتجه لذلك في غالب الأحيان بشكل عشوائي وغير منظم مما ساهم في خلق ظواهر عديدة مثل المواطن الصحفي او قولبة المعلومات دون استقصاء او تحري لأجل السبق الصحفي والتي اثرت على تضخم المعلومات المضلله بالضرورة، ولفهم هذه العاصفة الرقمية السلبية التي تكشف النقاب عن مؤثرات تأثيرات سلبية من والى الإعلام ومن والى الشباب على إعتبار ان الإعلام أداة إرسال والشباب أداة إستقبال ولأن في عصر الرقمنة صارت المعلومات بذات الاتجاهين تغلغلت التحديات التي تواجه الإعلام العربي وعلى سبيل المثال سنأخذ الاردن نموذجا لدراسة هذه الظاهرة.

انتشر في الاردن خطاب الكراهية مجددا واثيرت زوابع رقمية اتجاه أصغر السلوكيات الفردية والجماعية وحتى أكبرها وتراشق التهم بين اسباب ومسببات انتشار هذا الخطاب الذي اثر بالضرورة على التركيبة الاجتماعية في الأردن مجددا وعلى شكل الجبهة الداخلية وتعريف الهوية الوطنية ، ولأنه لا يمكن فصل الأردن عن الوطن العربي كدولة تتأثر بالقضايا المحيطة كغيرها من الدول العربية وعلى رأسها القضية الفلسطنية كون الأردن أكبر دولة مستضيفة للجوء الفلسطنيني وصهرهم في المجتمع الأردني فيما بعد ورغم حالة الانسجام الإجتماعي الكبيرة التي ساهمت في خلق هوية مميزة للأردن إلا ان هذا الإنسجام أظهر قالب سلبي رقمي جديد على وسائل التواصل الإجتماعي عنوانه (زوابع شبابية ترندية) ولم يقف الامر على اثارة الفتن بسبب مواقف عديدة مثل اعلان الإضرابات أو شكل الهتافات التي كشفت عن نمط فكري وسلوكي للشباب ظهر من خلال أدوات الإعلام الجديد والعصر الرقمي فقط بل من جانب اخر تشكلت ايضا ترندات اجتماعية انقسمت فيها الصفوف الشبابية مجددا مثل ظواهر برامج او حسابات صناع محتوى بشكل نمطي جديد مثل ظاهرة (ام نمر ) التي شكلت حالة فريدة من النقاش الجديد بين مؤيد ورافض لشكل صناعة المحتوى الساخر او الترفيهي والتي قادت الشباب لعواصف فكرية دفعت برفع انماط سلوكية خطرة، ومن هنا يمكن تفنيد هذه التحديات التي ادت الى تداول المعلومات المضللة او التسرع في إطلاق الأحكام المسبقة او معالجة القضايا الترندية بواسطة توسيع رقعه خطاب الكراهية ومنها :
اولا : القلق من التطورات الإقتصادية وتباطئ النمو الإقتصادي، لاشك ان هنالك حالة قلق وذعر تعصف بالفكر الشاب خوفا على دفن احلامهم او تصعيب تحقيق طموحاتهم نتيجة انتشار اكبر للبطالة وانحسار الفرص والتي يمكن ان تسبب مزيدا من المزاج المحبط والسلبي الذي سيتغذى بالضرورة على وسائل التواصل الاجتماعي .
ثانيا : تفاقم الاوضاع السياسية في المنطقة، لابد ان نشير الى ان استمرار الحرب في غزة واستمرار النزاع في دول مجاورة مثل سوريا واليمن تشكل نوبة ذعر إضافية على الشباب مما تدفعهم للحديث المستفيض في السياسة مما صنع نماذج فكرية جديدة كونها تستقصي اخبارها ومعلوماتها من وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تشتهر بمكان غزير للمعلومات المضلله والزائفة لتسغيل العديد من الاجندات التكفيرية او الارهابية حساسية المواقف السياسية وتساهم بخلق ترندات مزيفة او مواقف عدائية متضاربة تكيل بمكيال التخوين واثارة الفتن وانتشار خطاب الكراهية .
ثالثا : تطور السلوكيات الاجتماعية السلبية بسرعة نتجية الفورة الثقافة العالمية التي سبببها الذكاء الاصطناعي ، لابد ان نعي اليوم ان انتشار الأخبار المزيفة او المضلله والتي ساهمت بخلق ظواهر اجتماعية عديدة مثل انتشار الطلاق بين الشباب وانتشار العنف الاسري ومشاكل الإدمان والمخدرات نتيجة الاقبال على ثقافة الفضول الرقمي الامر الذي دفع لتطور سريع لسلوكيات إجتماعية سلبية اثرت على الشباب.
رابعا : عدم وعي الشباب في تصدير الهويات الرقمية الواقعية ، يتسم عصر الرقمنة بانتشار خطاب غير واقعي سواء سلبي جدا او ايجابي جدا إذ يختار الشباب غطاء السوشال ميديا لإظهار هويات وهمية لهم او ادعاء نماذج مختلفة بعيدة عن هوياتهم الحقيقة مما ساهم في خلق تشويش كبير ليس فقط على بعضهم البعض على الفضاء الافتراضي فحسب بل على انفسهم ايضا فعلى سبيل المثال لو سألت الشباب اليوم ماذا يعني لك الانتماء لوطنك ستجد اجابات متعدده بعضهم يحصرها بالارض واخرون بالعشيرة واخرون بالجيش او الاجهزة الامنية واخرون يتجردون تماما منهم نتجية المحبطات المتتالية او المواقف السياسية المضللة، ومع كل هذه التعريفات العديدة تجد ان اقل سلوك اجتماعي مثل الحفاظ على نظافة الشوارع او التقيد بالتعليمات والقوانين ضعيفا نظرا لعدم توحد شكل واضح لتعريف الانتماء او الهوية وهذا بالضرورة مرده للإنتشار خطاب الكراهية ونشر المعلومات المضلله وارتفاع وتيرة الخطاب المعارض لتساهم كل هذه المعلومات الي تضارب فكري حقيقي لدى الشباب .
خامسا : أصبح الإعلام متأثرا لا مؤثرا ، اذ ان الإعلام اليوم ينافس وسائل التواصل الإجتماعي وظواهر المواطن الصحفي والمواقع او الصفحات لصناع محتوى في شتى المجالات مما جعهلم يتسرعون في نشر الأخبار او المعلومات وربما يكونون جزء من نشر معلومات مضلله مما ساهم في المزيد من انتشار خطاب المعلومات الزائفة او انتشار خطاب الكراهية وهذا ليس إضعافا لدور الإعلام انما نتيجة لسرعة انتقال المعلومات وكثرة انتشار ادوات وشكل قوالب الإعلام الرقمي او الجديد وعدم وجود آليات بنفس سرعة عصر الذكاء الذكاء الإصطناعي لتعديل او تقويم او تقييم او تطوير الأدوات الإعلامية بشكل صحيح في العديد من الأحيان .

ولاشك اننا نحتاج بعد هذا التفنيد الى وضع حلول أمام هذه التحديات الخطرة والمتنامية لضبط خطاب الكراهية وانتشار المعلومات المضللة او الزائفة وانتشار ظواهر إجتماعية عديدة مثل التكفيرية او الإرهابية او انتشار المخدرات والفراغ ويمكن ان نحدد منها :
اولا : وضع تعليمات وقوانين رادعه على ممارسة الانشطة الرياضية والإجتماعية في حال انتشار المعلومات المضلله او خطاب الكراهية .
ثانيا : وضع خطط وبرامج توعوية للشباب بأهمية خلق هويات مواطنة رقمية إيجابية حقيقية تخلق موجة مضادة لسلبية.
ثالثا : وضع أنظمة لقواعد البيانات والأمن السبيراني تحمي مصفوفات المعلومات الحقيقة وتمنع انتشار المعلومات المضلله والتحريضية .
رابعا : رفع اهمية القيم الإجتماعية الإيجابية وأهمية احترام الراي الاخر وكيفية أصلا طرح الرأي بأن لا يكون جارحا او تحريضيا او مسيئا إذ يعتقد الكثير من الشباب اليوم ان الخطاب المتوازن لا يعبر عن الرأي الحقيقي ويستعدون الخطابات المتوزانه ويسعون لاختيار احد الطريقين وغالبا يكون السلبي اعتقادا ان هذه الأدوار تلف الإنتباه لهم أكثر وتشبع نزوتهم الشابة في تحقيق ذاتهم بشكل أسرع ، كما يجب فرض احترام التنوعات الثقافية والدينية والاجتماعية في المجتمع الواحد وفي كل مجتمعات العربية .
خامسا : دفع الشباب لمتابعة المحتويات الاكثر قيمة وذات الفائدة التي تساهم في تطوير الفكر الإنساني الشاب الواعد نحو الريادة والإبتكار .
سادسا : فتح حوار مفتوح مع المؤسسات الإعلامية لمعرفة التحديات التي تواجهها في ظل انتشار المعلومات المضلله وخطاب الكراهية والفكر التكفيري او الارهابي لوضع خطط استجابة للإزمات الإعلامية و/او إعادة تنظيم العمل الإعلامي لا سيما مع توسع انتشار الإعلام الرقمي واستخدام ادوات العصر الرقمي او الذكاء الاصطناعي .

نلحظ اليوم ان هذه الظواهر السلبية المنتشرة تضيع جهودا وطنية للحفاظ على الاستقرار الإجتماعي والانسجام الواجب بين الانساق الإجتماعية والتي باتت عبء على الدول العربية في كيفية التعاطي مع هذه التطورات السلوكية والفكرية لدى الشباب، واذ اننا من واجبنا ان نشير الى وجود سلوكيات إيجابية بين الشباب، لكنها تظل قليلة مقابلة تلك السلبية لنقف اليوم بتروي لتفكير في هذه التحديات والحلول لدراسة الفرص المتاحة والمهددات التي تواجه المجتمعات العربية وتشكل هوية الوطن العربي في المستقبل القريب والتي ستعني ماهية الشكل السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيها ولأنها يمكن بناء جيل شباب واعي متنبه لهذه المخاطر والتحديات وجب الحديث بصوت عال لمعالجتها معا ومنع تفاقها اكثر .











طباعة
  • المشاهدات: 3766
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-04-2025 08:13 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم