بقلم : علي الدلايكة
بعيدا عن طبيعة الواجب الذي يخرج اليه رجال الأمن العام خصوصا والاجهزة الامنية عموما فإن التعليمات الصادرة لهم بأن يتحلوا بأعلى درجات ضبط النفس والروية والتأني والبعد عن الاستفزاز مهما كان ومما كان وهم يخرجون لأي واجب يطلب منهم حفاظا على الأمن العام والارواح والممتلكات والامن والسلم المجتمعي وهم يطبقون قانون وتعليمات تصدر اليهم بهذا الخصوص ونحمد الله ان جيشنا واجهزتنا الامنية بعيدة كل البعد ومحظور عليها ان تنخرط باي عمل سياسي وحزبي حتى لا يتكون لها أي هوى تعمل لصالحه ومن أجله وعقيدتها راسخة ثابتة واحدة موحدة تجاه الوطن ومصالحه العليا وهم يقومون بواجب مقدس لهم ولنا جميعا .... وللانصاف وبمقارنة بسيطة مع اقرانهم في دول المنطقة والاقليم والعالم نجد انهم في مقدمة الدول في الانضباط والمهنية والاحتراف والإنسانية والمؤسسية في العمل الذي ينظم ويضبط تصرفاتهم وكما يكفل حقوقهم يكفل حقوق الغير تجاههم ....اقول ذلك لاني تشرفت أن أكون منهم ومن بينهم واقول ذلك لكي نعي وندرك ذلك لئلا نقع بالمحظور وان لا نخلق منهم ومن أنفسنا الند في التعامل معهم وان لا ننزلق إلى ما لا يحمد عقباه ....علينا أن نتفهم طبيعة واجبهم وان نتفهم انهم منا ونحن منهم ولا يوجد بيننا وبينهم لا سمح الله ما يعكر صفو العلاقة الوثيقة التي بنيت على الثقة والاحترام المتبادل وعلينا أن لا ننسى كم هي المواقف الإنسانية التي قاموا ويقومون بها وبشكل يومي تجاه المواطنين وعلى امتداد الوطن العزيز وكم هي المواقف النبيلة التي تعدت الواجب الأمني إلى الإنساني الوطني عندما عجزت الجهات المعنية صاحبة الاختصاص عن القيام بدورها في ذلك ... وعلينا أن نعي وندرك ان هيبتهم من هيبة الدولة والتي لا يمكن المساس بها باي شكل من الأشكال وهذا ما يجب أن نتفق عليه جميعا وان يكون حكمنا على ذلك ثابت لا يتغير بتغير الأحوال والظروف والمواقف وعلينا أن ندعم ذلك ونجذره لان اي خلل في ذلك لا سمح الله سينعكس سلبا على أمننا وسلمنا المجتمعي والذي لا نقبله جميعا ولا نرضاه ولا طاقة لنا به ....
أن الحكم عاطفيا على الأحداث ليس من الإنصاف وإنما يجب أن يرافق العاطفة شيئا من الحكمة التي تضمن لنا ضبط الإيقاع وان تكون الأمور والأحداث في نصابها الصحيح .....
لا نريد وليس في صالحنا وليس مطلوب أن نفقد الأمن لنعرف قيمته واهميته لان الأمثلة من حولنا واضحة لفقدان الأمن وما هي نتائجه وانعكاساته .....
حمى الله وطننا وحماكم جميعا من كل سوء ومكروه والف بين قلوبنا