12-04-2025 01:06 PM
بقلم : نضال انور المجالي
في مدينة "الضجيج السياسي"، حيث كانت الاحتجاجات تتراقص كالأمواج في بحر هائج، وكان شعار كل مواطن "أنا الفوضى المنظمة"، كان هناك حارس مدينة اسمه "أبو فهمي". رجل طيب القلب، لكنه كان يؤمن بأن وظيفته هي حماية "المشاغبين" من كل شيء، حتى من أنفسهم.
في أحد الأيام، وبينما كان أبو فهمي يقوم بدوريته، لاحظ عجوزًا تدعى "أم الفوضى"، وهي ناشطة سياسية متمرسة في فن الصراخ، تحاول تنظيم مسيرة احتجاجية أمام "مبنى الفوضى المنظمة". كانت أم الفوضى تحمل مكبر صوت، وتصرخ بأعلى صوتها: "الشعب يريد إسقاط الفوضى المنظمة، عيب عليكم يا حراس المدينة، عيب عليكم!".
"يا حجة، تفضلي، أنا بساعدك"، قال أبو فهمي بصوته الجهوري، وهو يتقدم نحوها.
"يا سيدي، أنا بعرف أنظم مسيرة فوضوية، وأعرف كيف أوصل صوت الفوضى"، ردت أم الفوضى بحدة، وهي ترفع مكبر الصوت في وجهه. "عيب عليكم، يا حراس المدينة، عيب عليكم!".
"لا يا حجة، المسيرة خطر، المتظاهرون مندفعون، ومبنى الفوضى فيه كاميرات مراقبة"، أصر أبو فهمي، وهو يمسك بذراعها.
"يا سيدي، أنا بعرف أنظم مسيرات فوضوية من أيام ما كانت المظاهرات عبارة عن صراخ لخمس دقائق"، قالت أم الفوضى، وهي تسحب ذراعها، وتصرخ: "عيب عليكم، يا حراس المدينة، عيب عليكم!".
لكن أبو فهمي كان مصممًا على حمايتها، فأمسك بمكبر الصوت، ورفع يده الأخرى لإيقاف المتظاهرين.
"تفضلوا يا جماعة، المسيرة آمنة، لا توجد قنابل صوتية، ولا سيارات مصفحة"، قال أبو فهمي بفخر، وهو يشير إلى الطريق الخالي من المتظاهرين.
"يا سيدي، أنا كنت بدي أنظم مسيرة فيها فوضى عارمة، عشان أعمل ضجة إعلامية، وأحصل على كم لايك على تيك توك"، قالت أم الفوضى، وهي تنظر إليه بغضب، وتصرخ: "عيب عليكم، يا حراس المدينة، عيب عليكم!".
توقف أبو فهمي عن الكلام، وهو ينظر إليها بعيون واسعة. لم يكن يعرف ماذا يقول.
"عيب عليكم يا سيدي، أنت بتمنعني من ممارسة هوايتي المفضلة، وهي إثارة الفوضى السياسية"، قالت أم الفوضى، وهي تسحب مكبر الصوت من يده، وتنطلق في مسيرة احتجاجية بمفردها، وتصرخ: "عيب عليكم، يا حراس المدينة، عيب عليكم!".
تركته أم الفوضى واقفًا في منتصف الشارع، وهو يشعر بالحيرة والإحباط. لم يكن يعلم أن حماية المشاغبين يمكن أن تكون بهذه الصعوبة.
ومنذ ذلك اليوم، تعلم أبو فهمي درسًا قيمًا: ليس كل مشاغب يحتاج إلى حماية يريدها بالفعل. وأحيانًا، يكون أفضل شيء تفعله هو أن تترك المشاغبين وشأنهم، وتراقب الوضع من بعيد، وتدعو أن لا يشاركوا في تكسير أملاك البلدية، وتتمنى أن يخففوا من صراخهم "عيب عليكم"
قصةً من الخيال
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-04-2025 01:06 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |