حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,12 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4256

الدكتور علي الصلاحين يكتب: الدولة مثل القلب

الدكتور علي الصلاحين يكتب: الدولة مثل القلب

الدكتور علي الصلاحين يكتب: الدولة مثل القلب

12-04-2025 01:25 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي الصلاحين
الدولة مثل القلب، إذا تضخم كان فاسدا مريضا، حيث أدرك الساسة مقولة الدولة وليدة عيوبنا، والمجتمع وليد فضائلنا

القلب المريض فقال تعالى (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).

إن مطالبة الدولة بالمزيد من التدخل لحماية الأخلاق والآداب والأعراف الحميدة، سيعني على نحو آلي منحها المزيد من الصلاحيّة والنفوذ في التدخل في حياة الناس، وهذا يتطلب تضخم أجهزة الدولة، وهذا ليس في صالحها، إن الدولة مثل القلب، إذا تضخم كان فاسدا مريضا،حيث أدرك الساسة مقولة الدولة وليدة عيوبنا، والمجتمع وليد فضائلنا
إن المجتمع الإسلامي الفاضل هو الذي يقوم بمعظم شؤونه دون أن يطلب المعونة من أي دولة أو سلطة بسبب استغنائه بمبادراته ومؤسساته وارتباطاته الأهليّة والشعبيّة وأعتقد أننا الآن وصلنا إلى مربط الفرس في كلامنا، فالعالم اليوم يعيش حالة فريدة من الضغوط والتزاحم العمليّ، وفي حالة كهذه تتعاظم قيمة الفعل ويتضاءل وزن الكلام ،كما أن كثرة المغريات على الانخراط في الشأن الدنيويّ أضعفت قدرة الناس على مقاومة الشهوات على مقدار ما أضعفت فزعهم وذهابهم في التفكير باخرتهم وإلى عالم المعنى والقيم على نحو عام.ك، ومن هنا فإن على أهل الدعوة والغيرة على مستقبل الأمة أن يفكروا بطريقة جدّية وعمليّة في كيفيّة الحصول على حضور متألق في كل المجالات وعلى كل المستويات، إن الطبيعة كما يقولون تكره الفراغ.
ومن ثم فإنّ علينا أن نتوقع أن كل فراغ سياسيّ أو تربويّ أو اقتصاديّ أو إعلاميّ، لا يقوم الصالحون بملئه فسيملأ بسرعة هائلة من قبل غيرهم.
ونستطيع أن نتعلم من حركة اليهود في العالم أكثر من درس بليغ، حيث أنهم وفي ظرف سنوات قليلة استطاعوا أن يتحولوا وبصمت عجيب ومن خلال العمل الدؤوب من أقلية مضطهدة مكروهة إلى أقلية ساحقة ومهيبة ومسيطرة، ومهما قلنا عن محاباة الغرب لهم فإن الصحيح أيضاً أنهم قد أبدَوْا براعة نادرة في التنظيم وعلو الهمة والتخطيط والجهد المتتابع والمستمر وتلمس مكامن القوة ونقاط الارتكاز، للبناء عليها بالإضافة إلى الإحساس المبكر بأهمية العلم في تكوين النفوذ، فحين تكون على درجة عالية من الكفاءة تكثر أعداد الذين لهم مصلحة عندك، وأعداد الذين يحتاجونك ومن خلال الحاجة إليك يمنحونك الفرصة تلو الفرصة، لأن تكون مؤثراً وفاعلاً، حتى أعداؤك فإنهم يضطرون إلى مسايرتك وخطب ودك للاستفادة منك وعلى العكس تماما بالنسبة للامة الفاشلة فانك، ففي الماضي كان عدد كبير من المسلمين يعوّل على الدولة في محاصرة الفساد والحد من انتشار الانحراف بوصفها الجهة الوحيدة التي تملك سلطة رادعة، لكن لا بد أن نلاحظ، ان الدولة المثقفة والواعية فإنها تستطيع الحد من صور انتشار السوء كثيراً، لكن كما أشرت قبل قليل فإن الردع من خلال القوة يكون قليل الجدوى إذا لم يُصحب بعمل تثقيفي توجيهيّ إيجابيّ.
حفظ الله اوطاننا من عبث العابثين.











طباعة
  • المشاهدات: 4256
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-04-2025 01:25 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم