13-04-2025 08:32 AM
بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
تشكل القضية الفلسطينية نقطة ارتكاز للسياسة الأردنية على الصعيدين الداخلي والخارجي، فقد وقف الأردن الرسمي والشعبي ضد الهجرات اليهودية لفلسطين، وحارب الجيش الأردني في القدس، وجنين وطولكرم وغيرها من بقاع فلسطين، وقدَّم الشهداء تلو الشهداء واستطاع ان ينقذ ما أمكن انقاذه وهو مساحة ٢٢٪ من مساحة فلسطين وما اطلق عليه الضفة الغربية، وبناءً على موقف وجهاء فلسطين وافق الأردن على الوحدة بين الضفتين العام 1950 على ان تكون وديعة بيد الهاشميين لحين التحرير، واستقبل الأردن فيما يزيد على ١٣ مخيماً جموع النازحين واللاجئين على مدار العديد من السنوات واسميت لقاء «المهاجرين والانصار» ونعيش معاً في حالة من الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي ولا فرق بين اهل المدينة ومكة.
وعبر ما يزيد على ٧٦ عاماً لم يبخل الأردن والشعب الأردني بشيء لفلسطين واهل فلسطين وكما كان يقول المغفور له الحسين: «من قدم لأهل فلسطين اكثر مما قدم الأردن فليظهر نفسه» فالأردن نذر نفسه لدعم الأهل في كل مراحل القضية دون منّة او كلل، فجهود الأردن ظاهرة للعيان على كافة الصعد السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، وفي الحرب الأخيرة على قطاع غزة طالب الأردن وقف هذه الحرب وانهاء العمليات العسكرية والانسحاب منها، وقدم الأردن المساعدات الانسانية والطبية على مدار سنة ونصف السنة وازيد وهناك مستشفيان اردنيان عاملان على ارض غزة لمداواة المرضى والجرحى وما زال الأردن الرسمي والشعبي قائماً بدوره المساند للشعب الفلسطيني، ويؤمن الأردن بحق تقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة العام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. والايمان بقضايا الحل النهائي، القدس، الحدود، المياه، وحق العودة وقد وقّع الأردن اتفاقية وادي عربة العام ١٩٩٤ استناداً للقرارين الدوليين رقم 242، و338 ونصت على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والحفاظ عليها وادارتها، وما زال يقوم بدوره العروبي الأصيل تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني دون منّة او بحث عن جميل.
ويأتي نفر من بني جلدتنا بالطعن بالجيش الأردني، والأجهزة الأمنية، الجيش هو المُدافع الأول عن حدود الدولة، وعن الامن والاستقرار وهم يتربصون على الحدود ليل نهار من أجل ان يحيا ابناء الشعب عموماً بالطمأنينة والسكينة والارتياح، هذا هو الجيش الأردني منذ اللحظة الاولى لتكوينه عقيدته الدفاع عن الاردن الوطن الدولة بكل مكوناتها ويضحي بالغالي والنفيس من أجل تلك العقيدة، ومن المعروف ان من اكثر المؤسسات تأثيراً بالوجدان الأردني هي المؤسسة العسكرية طبعاً بعد مؤسسة الدين، فالجيش الأردني بكل فرقه ووحداته وضباطه وجنده على كل المستويات له الاحترام والتقدير والاعتزاز منا جميعاً. اما المؤسسات الأمنية ومنها دائرة المخابرات العامة «وقل جاء الحق» ركن اساسي للحفاظ على الأمن والاستقرار، والنظام العام في كل الظروف.. هذا المؤسسات التي تحافظ على وجود الدولة وحماية امنها ومواطنيها لا تستحق منا الا الاحترام والتقدير والاعتزاز وليس منا من يطعن او يقلل من دور هذه المؤسسات الرائدة في الأمن والبناءَ والتنمية.
إن من يريد السوءَ للأردن والاردنيين هو من يقلل من قيمة ودور هذه المؤسسات الوطنية الحامية للنظام العام في الدولة الأردنية، ان من يريد الأردن لمواجهة عسكرية، او جعل الأردن كما هو الجنوب اللبناني يطلب من البلاد ان تتقدم نحو الانتحار السياسي، وعليه ان ينظر الى دول الجوار التي دمرتها الانقسامات والفصائل ومدى الخراب الذي حصل فيها..
الاردن حافظ على وجوده في اقليم مضطرب مليء بالمؤامرات والاستهداف فلنحافظ ونحمي استقرار وأمن الأردن من هؤلاء المارقين واصحاب الاجندات الخارجية.. من يريد بالأردن السوءَ سنقف له بالمرصاد قادرين على دحره ومن خلفه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-04-2025 08:32 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |