13-04-2025 08:33 AM
بقلم : يحيى الحموري
في زمنٍ تتكالب فيه التحديات، وتترصّد الأوطان عيون الطامعين والحاقدين، يخرج علينا بين الحين والآخر ثلّة من المتسلقين وأذناب الطاولات الخلفية، ممن اتخذوا من الصالونات مرتعاً للقيل والقال، وظنّوا أنفسهم صُنّاع قرار وهم في حقيقتهم أبعد ما يكونون عن الفهم، وعن الرؤية، وعن الحد الأدنى من الكرامة السياسية.
يتحدثون عن حلّ مجلس النواب وكأن الدستور في جيوبهم، ويُسهبون في تحليلاتهم عن تغيير الحكومات كأنهم جالسون في قلب الديوان، يختلقون الأسماء، ويُروجون التوقعات، ويتخيلون رؤساء قادمين ومجالس راحلة، بينما هم لا يُحسنون حتى ترتيب جملة مفيدة، ولا يصلحون، والله، حتى لإدارة بسطة فول على ناصية شارع شعبي.
من أنتم؟ ومن أوهمكم أن لكم وزناً في معادلة الدولة؟ أنصاف رجالٍ بأرباع معلومات، ضيوف ثقيلون على الوطن، غارقون في كؤوس الوهم، يتكلمون باسم الشعب ولا يعرفون نبضه، ويُزايدون على مؤسسات الدولة وهم في حقيقتهم عالة عليها، لا طموح لديهم سوى أن يُذكر اسم أحدهم في إشاعة عابرة، أو يُلتقط لهم مشهد في مجلسٍ لا قيمة له.
إن ما يُقال في تلك الزوايا المظلمة لا يعدو كونه فُقاعات ضجيج، لا تصنع قراراً، ولا تُغيّر مصيراً، وإنما تكشف مستوى الانحدار الذي بلغه بعض من توهّموا النجومية في ظلمة المشهد السياسي. وهم، في الحقيقة، خفافيش الكلام، لا يظهرون إلا عند الفوضى، ولا يتنفسون إلا من ثغرات الوهم.
كفّوا ألسنتكم عن العبث. احترموا عقول الناس إن كنتم تعقلون. الوطن لا يُبنى بالنميمة، ولا تدار مؤسساته بالمزاج، ولا تُحسم معاركه بالثرثرة.
كفانا تفاهة، وكفانا استهتاراً. فقد بلغ السيل الزبى، وآن لهذا الشعب أن يُفرّق بين من يعمل بصمت، ومن يتقيأ التحليلات في جلسات الخيبة.
إلى هؤلاء نقول: ضبّوا أنفسكم… واستحوا!
يحيى الحموري
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-04-2025 08:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |