سرايا - في خطوة جديدة تؤكد مدى تسارع تحول التكنولوجيا إلى شريك رئيسي في إدارة المدن وتسيير حياة البشر، أعلنت شركة غوغل عن حزمة من الأدوات الثورية التي تستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

وذلك ضمن تطويرات جديدة لتطبيق «خرائط غوغل» تهدف لإحداث نقلة نوعية في إدارة الطرق ومكافحة الزحام المروري.

وبحسب ما كشفه موقع CNET الأمريكي المتخصص في أخبار التكنولوجيا، فإن الأدوات الجديدة ستكون مدفوعة وتستهدف على وجه الخصوص الشركات، البلديات، وسلطات المرور، حيث تتيح لها تحليلات أعمق وقرارات أكثر ذكاء تعتمد على البيانات الفورية والتاريخية.

واحدة من أبرز الأدوات الجديدة هي "Imagery Insights"، التي تجمع بين ميزة "التجول الافتراضي" وتقنية "Vertex AI"، وهي منصة متقدمة من غوغل لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي.

هذه الأداة تسمح لشركات الاتصالات بتحديد مواقع أعمدة الهاتف، وتقييم حالتها بدقة من خلال الصور، دون الحاجة لإرسال فرق تفتيش ميدانية إلى الشوارع، مما يوفر الوقت والموارد البشرية بشكل كبير.

وصرح "يائيل ماغواير"، المدير العام لمنصات خرائط غوغل، لـ"CNET"، بأن هذه الأدوات تُحدث تحولًا جذريًا في التعامل مع البنية التحتية للمدن، موضحًا: "لا يمكننا الاعتماد على العنصر البشري لتحديد كل إشارات التوقف أو الحفر أو الأرصفة المكسورة في آلاف الصور. الذكاء الاصطناعي هو من يستطيع القيام بهذه المهمة بكفاءة".

لم تكتفِ غوغل بتحسين البنية التحتية فقط، بل أطلقت أداة أخرى باسم "Places Insights" أي "رؤى الأماكن"، تتيح للشركات تحليل المناطق التجارية لفهم الاتجاهات السائدة بها، وتحديد الأماكن المثالية للتوسع.

وتعتمد هذه الأداة على مؤشرات مثل تقييمات الزوار، مواعيد فتح المحلات، توافر مواقف السيارات، ومدى ملاءمة المكان لأصحاب الهمم.

ويمكن أن تقترح أفضل موقع لافتتاح متجر فاخر بجوار سلسلة مطاعم راقية، في منطقة تفتقر لمتاجر من هذا النوع.

الأداة الثالثة، والتي تحمل اسم "رؤى إدارة الطرق"، تمثل عنصرًا محوريًا في خطط البلديات الذكية، حيث تحلل بيانات المرور التاريخية والحالية لتحديد المناطق المعرضة للحوادث، واقتراح حلول وقائية مثل وضع مطبات أو إشارات مرورية جديدة.

لكن الأهم هو أن الأداة تستطيع بناء نماذج تنبؤية لمناطق الاختناق المروري قبل حدوثها، ما يمنح سلطات المرور فرصة للتدخل المبكر وتحسين التدفق المروري في المدن الكبرى.

وتأتي هذه التحسينات في وقت يتصاعد فيه الجدل حول مدى موثوقية الذكاء الاصطناعي، لكن غوغل حرصت كما يؤكد ماغواير، على تضمين "مستوى عالٍ من الشفافية" في أدواتها، لضمان ثقة المستخدمين في القرارات المبنية على هذه التقنيات.