14-04-2025 08:09 AM
بقلم :
سرايا - في زمنٍ اختلطت فيه الأصوات، وغامت فيه الحقائق، وصعد المتطفّلون على أكتاف الغفلة، نقف نحن على ضفاف الحرف لا نرتضي الصمت، ولا نرضخ للزيف، ولا نُجامل على حساب الوطن.
إلى أولئك الذين ارتدوا عباءة الفكر وهم في الحقيقة عراة من الفهم، الذين ملأوا الساحات صراخاً بلا معنى، وزخرفوا الجهل بألوان البلاغة المستعارة، نقول: الحرف حين ينهض، لا يُهادن، وإذا كتب لا يُنافق، وإذا صاح لا يُجامل.
نكتب اليوم لا لنردّ على صغارٍ تطاولوا، بل لنوقظ ذاكرة الدولة: من الذي بنى؟ ومن الذي نخر؟ من الذي دفع ضريبة الصدق؟ ومن الذي تسلّق على أكتاف المجتهدين ليبيع الوهم في أسواق الإعلام والتملّق؟
نكتب اليوم لأننا نرفض أن يُرهن الوطن لصغار الأفق،
نكتب لأننا أبناء فكرة، لا أتباع جاه.
نكتب لأن خلفنا جيلاً يقرأ، ويحفظ، ويُحاسب.
لا تراهنوا على صبرنا،
ولا تختبروا صمتنا،
فالحرف حين يغضب لا يُهادن، لا يُساوم، لا يعتذر.
أقلامنا سيوف، وألفاظنا نار، وسكوتنا أبلغ من صراخهم، وإن اضطررنا للردّ، فللبيان سياط، وللفصاحة لهيب، وإن حضر الردّ، حضر الوجع الذي لا يُحتمل.
نحن أبناء الحرف إذا توهّج، وسدنة الفكرة إذا اعتلت، وفرسان البيان إذا احتدم.
كلماتنا لا تُستعار، بل تُنتزع من لبّ الوجدان،
وأقلامنا لا تسيل حبراً، بل تفيض وعياً، وتغرس ألماً في صدور الباطل.
فإياكم أن تستفزوا الحرف حين ينام،
فإذا استيقظ، زلزلَ، وفضح، وسحق، ومضى كالسيف لا يعرف التراجع.
وإذا غضب القلم، فللصمت قبور، وللتجرؤ ثمن، وللمتطفلين مقامٌ تحت العتبة، لا على المنابر.
فحذارِ من استثارة الحرف إذا ما غضب، فالحرف إذا سال دماً، لا يُبقي ولا يذر.
هذا نداء وطن..وهذا القلم…
يحيى الحموري
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-04-2025 08:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |