حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,15 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4810

يعقوب ناصر الدين يكتب: حتما لا يصح إلا الصحيح

يعقوب ناصر الدين يكتب: حتما لا يصح إلا الصحيح

يعقوب ناصر الدين يكتب: حتما لا يصح إلا الصحيح

14-04-2025 10:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
تلك مقولة مأثورة، لها ما يشبهها أو يوازي معانيها في جميع لغات العالم، وهي حتمية مهما اختلفت الآراء والأهواء والمصالح، ومهما طال الزمان أو قصر، وهي كذلك مقولة غالباً ما يجري استحضارها عندما يختلط الصواب بالخطأ، والحق بالباطل، وغير ذلك من الأشياء ونقيضها كما هو حالنا في هذه المرحلة المعقدة من تاريخ أمتنا العربية، بل من التاريخ الإنساني كله.


البحث عن الصحيح الذي سيصبح في نهاية المطاف أمرا في غاية الأهمية وإن كان يتطلب قدراً هائلاً من الحيوية للخروج من مأزق الضبابية، ومن اختلاط الحابل بالنابل كما يقال، نتيجة التضليل المبرمج، والكذب الممنهج، وتعطيل أدوات التفكير، وترك الساحة للغوغاء والمضللين، حتى إذا ما بلغنا الحد الذي يفصل بين تلك التناقضات تجاوزنا منطق البحث عن الصحيح إلى منطق فرضه بقوة العقل على مستوى التفكير والتحليل والوعي السياسي والوطني، وبالاحتكام إلى دولة القانون والمؤسسات إذا كان الخطأ ليس مجرد رأي أو وجهة نظر وإنما تهديد مباشر أو غير مباشر للمصلحة العامة والأمن واستقرار الدولة، وتعطيل لمسيرتها السياسية والاقتصادية والإنمائية، وتقليل من شأنها ودورها وحضورها في التطورات المحيطة بها!

من الطبيعي أن تنشغل ساحتنا الوطنية بما يجري على الساحة الأكثر قرباً من أفئدتنا، ساحة فلسطين، وما تشهده من حرب إبادة في قطاع غزة ، وعدوان غاشم في الضفة الغربية، ومن المنطقي أن يكون هذا الانشغال مدروساً على مختلف المستويات بدءا بالمستوى السياسي مروراً بالنخب الوطنية من أحزاب وتيارات سياسية وفكرية وثقافية، وصولاً إلى جمهور الناس الذين يتفاعلون بطرق مختلفة، كانت بعض جوانبها غاية في النبل ومد يد العون لأهلنا المنكوبين والمعذبين هناك، وبعضها مجرد مزايدات فارغة لا قيمة لها، بل إنها تضر بالقضية الفلسطينية وبالأردن معاً، ولا تغير من المعادلة في شيء إلا ما يطمح إليه العدو من فرقة وتشتت وشق للصف، وتبديد لعزيمة الشعب والأمّة.
والصحيح يبدأ بالنوايا، فإن كانت حسنة وطيبة سهل علينا الالتقاء عند الجوامع المشتركة التي تصون وحدة وقوة موقفنا، وإن كانت سيئة وخبيثة كان لها القانون بالمرصاد ردعاً ومحاسبة وحسماً، وإذا أخذنا في الاعتبار كل ما نعرفه عن عمليات الاستهداف التي تعمل عليها أجهزة معادية فإن نشر الوعي الوطني في مواجهتها يتحول إلى واجب أكيد تتحمل مسؤوليته النخب السياسية ومؤسسات الدولة العامة والخاصة، ليس من منطلق الدفاع عن النفس وحسب بل من أجل المزيد من القدرة على التأثير في مجريات الأحداث، وقد سبق لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أن صاغ هذه النظرية من كلمات مختصرة ومعبرة "الأردن القوي والمستقر هو الأقدر على مساندة الأشقاء العرب، وخصوصا أهلنا في فلسطين".
حتى يكون الأردن قوياً لا بد أن (يصح الصحيح)، أي المزيد من القوة والثبات والعمل ومواصلة مسيرتنا الإصلاحية، وفتح آفاق المستقبل والحياة الكريمة أمام شباب وشابات الأردن، والنهوض بالمؤسسات وتطوير أدائها، وتعظيم منجزاتها، والاطمئنان إلى أن قائدنا يتولى إدارة هذه المرحلة المعقدة من التطورات الراهنة بأقصى ما لديه من حكمة وخبرة وروية وبعد نظر.











طباعة
  • المشاهدات: 4810
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-04-2025 10:24 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم