14-04-2025 01:00 PM
بقلم : د. زهور غرايبة
في المدرسة، كنت أحرص دومًا على أن أكون ضمن فريق الكشافة "المرشدات"، صحيح أن ارتداء زي الكشافة كان يمنحني فرصة للراحة من ارتداء المريول المدرسي، لكن الحقيقة أعترف أنني كنت أستمتع برفع العلم صباح كل يوم وكانت دوافعي أعمق وأصدق من ذلك بكثير.
كنت أجد في مشاركتي اليومية ضمن مراسم رفع العلم شيئًا من القداسة والانتماء للوطن، كل صباح كنا نقف بانتظام في الساحة المدرسية، والهواء يحمل بين نسماته طيف الوطن، بينما تُعزف أنغام السلام الملكي، فكنت بمشاعر الفخر والانتماء لكل ذره من تراب الوطن.
كنت أرتدي تلك البدلة الكاكية القريبة من اللون العسكري المفضل لدي، أضع على كتفي وشاحًا مقتطعًا من الشماغ الأحمر – رمز الأصالة والانتماء – ويزين صدري دبوس صغير يحمل عبارة "الأردن أولًا"، كأنني أحمل الوطن على صدري وأفخر به أمام العالم.
وبعد انتهاء السلام الملكي، كان صوتي يعلو بثقة وحرارة: "تحيا الأردن، تحيا الأردن، تحيا الأردن!"، ثم "عاش المليك، عاش المليك، عاش المليك!"، ترددت كلمات الولاء والانتماء في أرجاء الساحة، وكنت أرددها من أعماقي، لا كترديد روتيني، بل كقسم جديد أجدده كل صباح لوطني وقيادته.
كانت تلك اللحظات بالنسبة لي أكثر من طقوس مدرسية... كانت لقاءً يوميًا مع الوطن، احتفالًا صغيرًا بالهوية، وتربية عميقة على حب الأردن الذي نما في قلبي منذ طفولتي، ولا يزال يكبر معي حتى اليوم.
د. زهور غرايبة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-04-2025 01:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |