حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,16 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5875

ماهر أبو طير يكتب: الكلفة المؤجلة على الأقصى

ماهر أبو طير يكتب: الكلفة المؤجلة على الأقصى

 ماهر أبو طير يكتب: الكلفة المؤجلة على الأقصى

15-04-2025 08:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
اختبر الإسرائيليون العرب في غزة، فاكتشفوا أن بالإمكان قتل وجرح ربع مليون فلسطيني، دون أن تحدث أزمة، وبالإمكان هدم مساكن مليوني شخص، دون أن تحدث أزمة، وأن يتم هدم مخيمات الضفة الغربية بشكل متواصل دون أن تحدث أزمة.


مناسبة الكلام أننا سنرى بعد غزة والضفة الغربية، كارثة في القدس، وتحديدا في المسجد الأقصى الذي يقتحمه الإسرائيليون بشكل يومي، لأن المسجد يعد جزءاً من المخططات الإسرائيلية الإستراتيجية، وهو كما تعرفون ليس فلسطينيا، وحمايته دينيا، مطلوبة من ملياري عربي ومسلم، بعضهم من جنسيات غير عربية، لا يعرفون عنه شيئا أبدا، ولا يهمهم أيضا.

هناك سياق سياسي للمسجد الأقصى، يرتبط بهوية المدينة العربية والإسلامية، لأن إسرائيل تتمنى لو تخلصت من المسجد الأقصى، ومن كنيسة القيامة، ومن كل رمز ديني، يقول إن المدينة ليست يهودية، وإذا كان السياق يعد سياسيا، فهو يرتكز على أسس دينية، أمام هذا المشروع التوراتي، الذي تغذيه الفكرة الدينية، فيما يتخلى بعض العرب عن الدين في هكذا ظرف، تحت ذريعة تقول إننا لا نريد حربا دينية، وهذا كلام رخيص، لأن من أمامك يعلنها حربا دينية منذ اللحظة الأولى، باسم دولة الاحتلال، وبرامجها، وتياراتها، وطبيعة الشعارات، والركون إلى أساطير قديمة.
ما هو أهم هنا، أن المسجد الأقصى حلقة مقبلة على الطريق، وإذا كنا وغيرنا نحذر مما سيجري، فقد ارتكزنا أولا وأخيرا إلى سلسلة المتواليات التي نراها اليوم، ما حدث في قطاع غزة، وما يجري في الضفة الغربية، وبحيث ستكون مدينة القدس ثالثا، خصوصا، أن كل المقدسيين فيها يحملون بطاقات إقامة مؤقتة، ويتم شطب وجود المؤسسات الدولية فيها، لإلغاء حق العودة، ويتم شطب مناهج التعليم العربية، وهدم أي بيت لأي سبب، إضافة إلى حالة الاعتقالات والتشدد الأمني، ومع هذا الضرائب التي تهدم الجبال وليس البشر، ومن المؤكد هنا أن سقوف ما يجري في مدينة القدس سوف ترتفع نحو إجراءات أسوأ، لكنها مؤجلة لحين إنهاء ملفات غزة والضفة الغربية، ولا تحسب إسرائيل حسابا لأحد بعد ما فعلته داخل غزة تحديدا.
أمام المقتلة العظيمة في قطاع غزة، لكل هؤلاء البشر، فما الذي سيحدث إذا تعرض الأقصى للهدم الكلي أو الجزئي، أو الحرق، أو الزلزلة المصطنعة، أو تفجير الأنفاق تحته، والسؤال مهم، لكننا للأسف حين نطابق ردود الفعل، ما بين قطاع غزة، وأي وضع محتمل في القدس، والأقصى نكتشف بكل بساطة أن أي أذى للمسجد لن يتسبب عربيا وإسلاميا إلا بعاصفة من الغضب اللغوي، فيما المراهنة قائمة فقط على سوار الحماية الشعبي في المدينة وهو سوار مرهق جدا، لاعتبارات كثيرة هذه الأيام.
نحن نعبر زمنا في غاية الغرابة، فلا قتل البشر يثير أحدا، ولا هدم الحجر سيغضب أحدا، ولا نزع الدين عن الصراع يوتر أحدا، ولم يبق في العالم العربي والإسلامي إلا أن نجمع أغطية رؤوس أمهاتنا وجداتنا وبناتنا ونقدمهن هدية لصنع رايات لسفن القراصنة الإسرائيليين الذين يعتقدون اليوم أن بإمكانهم فعل كل شيء.
خروج إسرائيل بمقارنات ومطابقات تحليلية ما بين رد الفعل، بشأن غزة، وما قد يحدث في القدس، سيؤدي إلى تسريع الخطر على الأقصى أكثر مما نتوقع.
الكلفة المؤجلة ستكون على الأقصى، وتأجيل الكلفة سيكون مؤقتا، لكننا سندفعها إذا بقينا بهذه الصورة، غثاء السيل، إن لم يكن أسوأ.











طباعة
  • المشاهدات: 5875
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-04-2025 08:34 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل واشنطن و "تل أبيب" قادرتان على مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين بعد تهديد الجماعة بمواصلة استهداف "إسرائيل"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم