15-04-2025 06:31 PM
سرايا - أكد الخبير الأمني والمحلل الاستراتيجي الدكتور عمر الرداد أن إحباط دائرة المخابرات العامة الأردنية لمخططات تخريبية تستهدف الأمن الوطني يعكس يقظة استخبارية وأمنية عالية، مشدداً على أن هذه العملية تذكرنا بنجاحات سابقة مثل تفكيك شبكة عزمي الجيوسي عام 2004 التي كانت تخطط لاستهداف مواقع حيوية في المملكة. وأشار الرداد إلى أن هذا الإنجاز يبرز قدرة الأجهزة الأمنية الأردنية على رصد التهديدات وتحييدها في الوقت المناسب، مما يعزز الثقة بمؤسسات الدولة.
وفي مداخلة له، تحدث الدكتور الرداد عن تفاصيل البيان الصادر عن دائرة المخابرات العامة، والذي كشف عن إلقاء القبض على 16 شخصاً متورطين في مخططات لإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل الأردن.
وأوضح أن هذه الشبكة، التي كانت تحت المراقبة منذ عام 2021، تضمنت أنشطة خطيرة مثل تصنيع صواريخ قصيرة المدى يتراوح بين 3 إلى 5 كيلومترات، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية، بالإضافة إلى مشروع لتصنيع طائرات مسيرة، وكلها كانت موجهة لضرب أهداف حيوية داخل المملكة.
وأضاف الرداد أن هذه العمليات تكشف عن وجود تنظيم خيطي محكم، حيث كانت الخلايا تعمل بشكل منفصل دون معرفة بعضها ببعض، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التخطيط والسرية.
وأكد أن اختيار الإعلان عن العملية في هذا التوقيت يعكس حسابات أمنية دقيقة، خاصة بعد اكتشاف صاروخ جاهز للإطلاق، مما دفع دائرة المخابرات لاتخاذ خطوة حاسمة لحماية الأمن الوطني.
ارتباطات خارجية ودلالات استراتيجية
في معرض حديثه، أشار الدكتور الرداد إلى أن المخططات التي بدأت تتبلور منذ 2021 تسبق أحداث السابع من أكتوبر، مما ينفي أي ارتباط بينها وبين دعم المقاومة في الضفة الغربية أو غزة. وبدلاً من ذلك، أوضح أن الأهداف كانت داخلية بحتة، تهدف إلى زعزعة استقرار الأردن من خلال استهداف مواقع رمزية وحيوية.
ولفت إلى وجود صلات محتملة بجهات خارجية، خاصة في سوريا ولبنان، حيث تم رصد أنشطة تدريب وتمويل مرتبطة بجماعات مثل الإخوان المسلمين، التي وصفها بأنها معزولة عن أي أهداف مشروعة.
وعن دلالات الصواريخ قصيرة المدى، أكد الرداد أن مداها المحدود يؤكد أنها صُنعت لاستخدامها داخل الحدود الأردنية، وليس لأغراض خارجية، مما يعزز الفرضية بأن الهدف كان تقويض الأمن الداخلي.
وأشار إلى أن ضبط مخازن تصنيع في محافظات مثل الزرقاء وعمان، والتي كانت محمية بإجراءات أمنية مشددة كالخرسانة المسلحة، يبرز التحديات التي واجهتها الأجهزة الأمنية، والتي تمكنت رغم ذلك من تفكيك هذه الشبكة بنجاح.
رسالة الحزم والمرحلة الجديدة
وصف الرداد الإعلان عن العملية بأنه رسالة حزم وحسم وجهتها الدولة الأردنية لكل من تسول له نفسه المساس بأمنها، مشيراً إلى أن المراقبة المستمرة منذ 2021 تؤكد يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على التعامل مع التهديدات بسرية وكفاءة.
وأضاف أن هذا الإنجاز يأتي في سياق تسارع الأحداث السياسية والأمنية، مما يشير إلى أن الأردن قد يدشن مرحلة جديدة للتعامل مع الملفات العالقة والشائكة، بما في ذلك إعادة تقييم المشهد السياسي الداخلي.
وحول دور الإخوان المسلمين، أوضح الرداد أن الشبكة المفككة تضم عناصر تنتمي إلى هذه الجماعة، لكنه دعا إلى عدم استباق الأحداث فيما يتعلق بانتماءات أخرى مثل حزب جبهة العمل الإسلامي، مشدداً على ضرورة انتظار التحقيقات الرسمية. وأشار إلى أن هذا الحدث قد يكون مدعاة لإعادة ضبط الحركات السياسية في الأردن، بما يتماشى مع رؤية الإصلاح الشامل التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني.
دور الجبهة الداخلية
في ختام مداخلته، دعا الدكتور الرداد الشعب الأردني إلى تعزيز الوعي الأمني والثقة بالمؤسسات الوطنية، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية، بما فيها الجيش العربي ودائرة المخابرات، تقف كحصن حامٍ للوطن.
وحث المواطنين على تجنب الانجرار وراء الشائعات أو التحريض عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشدداً على أن الأردن ينعم بأمن واستقرار بفضل يقظة أجهزته وتضحيات رجالاته.
وختم الرداد بالقول إن هذا الإنجاز يعزز من قناعة الأردنيين بأن لديهم جيشاً عظيماً وأجهزة أمنية أمينة تعمل ليل نهار لحماية الوطن وصون كرامته، داعياً إلى دعم هذه المؤسسات من خلال الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة الهاشمية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-04-2025 06:31 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |