15-04-2025 08:00 PM
بقلم : الدكتور محمود الحموري
في هذا الزمن المتقلّب، حيث تنتشر وسائل التأثير أكثر من أي وقت مضى، لم تعد الحروب تُشن فقط بالسلاح، بل باتت تُدار عبر الأفكار، والتأثير، والتضليل المنهجي.
لم نعد نخشى فقط على أرواح أبنائنا من الخطر، بل أصبح الخوف الأكبر على عقولهم وقلوبهم.
التغرير بالشباب لم يعد محض صدفة، بل مشروع ممنهج.
تُستهدف عقولهم عبر وسائل التواصل، مجموعات مشبوهة، أو حتى رموز زائفة تتستر خلف شعارات براقة، لتغرس أفكاراً مشوّهة، تُحرّضهم على الوطن الذي احتضنهم، وأبناء شعبهم الذين عاشوا بينهم.
شبابٌ يُغرّر بهم ويُقنعون أن الاعتداء على وطنهم هو بطولة، وأن خيانة الأرض والدم وجهة نظر.
يُجرّون إلى التطرف، ويُدفعون نحو الهاوية تحت مسمى “قضية”، بينما في الحقيقة، هم وقود في معارك لا تخصهم، وخنجر في خاصرة وطنهم.
وهنا يأتي دور الأهل، دورنا جميعاً.
فالتربية لم تعد فقط توفير الطعام واللباس والتعليم.
التربية اليوم تعني أن نزرع في أبنائنا الحُب، والانتماء، والتفكير النقدي، وأن نكون لهم الحضن الآمن والسند الواعي.
أن نستمع لهم قبل أن يستمعوا لغيرنا.
أن نكون أقرب إليهم من الغرباء الذين يتربصون ببراءتهم.
أمن الوطن يبدأ من البيت، ووعيه يُصنع في حوار العائلة.
فلنحمِ أبناءنا من التيه…
ولنحصّنهم بالوعي، قبل أن يسرقهم الجهل والتنمر الفكري.
ولنكن نحن خط الدفاع الأول عن هذا الوطن… بحبنا، واحتوائنا، وإيماننا بأن كل شاب نحميه، هو جدار جديد يُبنى في وجه من يريد لنا السقوط.
فلأجل الله… ديروا بالكم على أولادكم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-04-2025 08:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |