حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,26 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5977

عمر المهيدات يكتب: حرب المخابرات على الإرهاب .. معركة خاسرة لأعداء الداخل

عمر المهيدات يكتب: حرب المخابرات على الإرهاب .. معركة خاسرة لأعداء الداخل

عمر المهيدات يكتب: حرب المخابرات على الإرهاب ..  معركة خاسرة لأعداء الداخل

15-04-2025 08:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عمر المهيدات
في إطار الحرب الشاملة على الإرهاب وأعداء الداخل، تَبرُز دائرة المخابرات العامة الأردنية كفَيلقٍ سماويٍّ لا يُعطّل سيفُه، ولا يَنامُ رصيدُه اليَقظ. فَبتَفكيكِ شبكةٍ إرهابيةٍ مُعقّدة، واعتقالِ 16 إرهابياً مُنتمينَ لِخلايا نَشطةٍ تابعةٍ لِجماعةٍ سياسيةٍ مَنْحَلّة، تَكرّسُ المملكةُ مَبدأً جَلِيّاً مَفادُه أن مَنْ يَلعبُ بنارِ الفِتنةِ سَتحرقهُ شَرَاراتُ الأمنِ الأردنيِّ قَبلَ أن يُشعلَ أُولى شَراراتِه.

هذه الخلايا الإرهابية، التي تَوارثت سُمومَ الجماعةِ المنحلةِ وأجندتَها المُعاديةِ للوطن، لَم تَكُن سوى أذرعاً مُمتدةً لِجُثّةٍ سياسيةٍ مَيتةٍ، تَختالُ بِأسماءٍ مُستعارةٍ، وتَتخفّى خلفَ شِعاراتٍ بائدةٍ، بينما جَوهَرُها التآمُرُ على أمنِ الأردنِ وَاستقرارِه. لقد ظَنّت هذه العُصاباتُ أن بإمكانها إحياءَ فِكرةِ الجماعةِ المندثرة، فإذا بِها تَصطدِمُ بِجُدرانِ الأجهزةِ الأمنيةِ التي تَعرفُ جَيداً كيفَ تُحولُ أحلامَ الخونةِ إلى كوابيسَ دامية.

هنا، يَبرُزُ الدَورُ المحوري لدائرة المخابرات، التي تَعملُ بِمِنهجيةِ الضربةِ الاستباقية كَاستراتيجيةٍ وَطنيةٍ لا تُجارى. فَبِاستخدامِ أَحدثِ التَقنياتِ الاستخباراتية، وَشَبكاتِ التَحليلِ الاستباقي، وَالغَوصِ في عُقولِ العَدوِّ قَبلَ تَنفيذِ جَريمتِه، تَمكّنتِ الأجهزةُ الأمنيةُ مِن تَتبعِ خُطى هذه الخلايا، وَسَحقِها قَبلَ أن تَتحولَ إلى سِكاكينَ مُوجَّهةٍ لِصَدْرِ الوطن.

أما الجَماعةُ المنحلةُ وَفُروعُها الخَبيثة، فَقَد أَثبتتِ الأحداثُ أنها لَم تَتعظْ مِن دُروسِ الماضي. فَكُلَّما أُغلِقَ بابٌ أمامَ مُخططاتِها، فَتحتْ أبواباً جَديدةً لِلاختراقِ، مُستغِلّةً أيَّ ثَغرةٍ لِزرعِ الفَوضى. لكنّ المُفارقةَ الجَليّةَ هُنا أن الأردنَ، بِمُخابراتِه المُحنكةِ وَقُدراتِه العَصيةِ على الاختراق، يَجعَلُ مِن كُلِّ ثَغرةٍ فَخاً لِأعدائِه. فَاليومَ، تَتحولُ كُلُّ مُحاولةٍ لِزعزعةِ الأمنِ إلى وَثيقةِ إدانةٍ ذاتيةٍ تُسقطُ مُخطِطيها في هَاويةِ الفَشل.

وما زالت الرسالةُ الأمنيةُ الأردنيةُ واضحة لا تَتقبلُ اللَّبس، فكُلُّ تَنظيمٍ يُحاولُ استنساخَ أفكارِ الجَماعةِ المنحلةِ، أو يَتنفّسُ بِرئاتِها الفاسدةِ، سَيُواجِهُ حَرباً شَرسةً لا هَوادةَ فيها. فأجهزتنا الأمنية لا تعبثُ مَعَ الخونةِ، وَسَيفها لا يَرحمُ مَنْ يَعبثُ بِالوَحدةِ الوَطنية. فلَقَد أَصبحَ وَاضحاً أن هَذه التَنظيماتِ المُتسللةَ ما هِيَ إلّا أشباحٌ مِن ماضيٍ مُظلمٍ، تَبحثُ عَن مَكانٍ بَينَ رُكامِ الحاضرِ، فَتَجِدُ نَفسَها مَدفونةً تَحتَ أَقدامِ النشامى المخلصين من أبناء هذا الوطن.

سيَبقى الأردنُ مِثالاً فَريداً لِلدَولةِ التي تَحمي نَفسَها بِـعُقولِ مُخابراتِها قَبلَ أَسلحَتِها. فَالتَنظيماتُ التابعةُ لِلجَماعةِ المَنْحلّةِ، وَكُلُّ مَنْ يَنهجُ نَهجَها، يَخوضُونَ مَعركةً خاسرةً مُسبقاً. فَالأجهزةُ الأمنيةُ، بِدعمٍ لا حِدودَ لَهُ مِن القيادةِ الهاشميةِ وَالثقةِ الشَعبيةِ، تَصنعُ مِحوَراً أمنياً صَلداً، يُذكّرُ كل من تسوّل له نفسه بِأنَّ الأردنَ لَن يَكونَ وَطناً لِلخونةِ.. فَإمّا وَفاءٌ، أو لا شَيء.








طباعة
  • المشاهدات: 5977
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-04-2025 08:05 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : * Virtual Keyboard Interface
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم