بقلم :
عيد أحمد الرواضية

في لحظة فارقة من تاريخ الوطن، أكدت دائرة المخابرات العامة الأردنية من جديد أنها الحصن المنيع لهذا البلد، والعين الساهرة التي لا تغفو في وجه التهديدات. رجالها الأوفياء، الذين يعملون في صمت، أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، مستنفرين دومًا لحماية الأردن من كل خطر، متيقظين حين يغفل الآخرون، وحازمين أمام كل من تسوّل له نفسه العبث بأمنه.

وقد سطر جهاز المخابرات مؤخرًا إنجازًا أمنيًا نوعيًا يُحسب له، تمثّل في إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة، والقبض على خلية إرهابية تضم ستة عشر شخصًا كانت تخطط لتنفيذ أعمال تخريبية تهدد أمن الوطن واستقراره. هذه الخلية كانت تسعى لتصنيع صواريخ قصيرة المدى وطائرات مسيّرة، وتخزين المتفجرات والأسلحة، وتجنيد عناصر جديدة لتنفيذ عمليات تخريبية داخل البلاد.

وبصفتي مواطنًا أردنيًا، أجد نفسي أقف بكل فخر وإجلال أمام هذا الإنجاز الكبير، الذي يبعث برسائل طمأنينة في نفوسنا، ويؤكد أن الأردن محصّن برجاله، وأن سيادته وأمنه ليسا عرضة للتهاون أو التهافت.

إن هذا النجاح الأمني لا يُعد مجرد ضربة استباقية، بل هو انعكاس حقيقي لصلابة الدولة الأردنية وقدرتها على الصمود والتماسك في ظل إقليم مضطرب، ووسط تحديات متشابكة, كل ذلك يتم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي لم يتوانَ يومًا عن وضع أمن الأردن وأهله في مقدمة اهتماماته، ويتعامل مع القضايا الإقليمية والدولية بحكمة وشجاعة تليق بمكانة الأردن وتاريخه العريق.

على مدى السنوات الماضية، شكّل موقف جلالة الملك درعًا سياسيًا وسياديًا متينًا، خاصة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفض محاولات التأثير على دور الأردن التاريخي في الإقليم, وهذا الثبات هو ما أزعج بعض القوى، فحاولت النيل من أمننا واستقرارنا. لكن الأردن لم يكن يومًا سهل المنال، ولن يكون، ما دامت فيه هذه الإرادة، وهذه القيادة، وهذا الشعب.

لقد أثبتت هذه الأحداث أن المؤامرات مهما اشتدت لن تنال من عزيمتنا، بل ستزيد الأردنيين تلاحمًا حول قيادتهم، وتمسكًا بثوابتهم، وتصميمًا على مواصلة مسيرة البناء والإصلاح والتحديث بكل ثقة وإصرار.

وفي الختام، أرفع بكل فخر تحية إجلال وإكبار لفرسان المخابرات العامة وسائر الأجهزة الأمنية، على تضحياتهم المستمرة ويقظتهم العالية، ونقول لهم: أنتم فخرنا وسندنا

وأجدد العهد لجلالة الملك ولأبناء هذا الوطن العظيم بأن أظل كما عهدتموني، مخلصًا للأردن، ثابتًا على المبدأ، وفيًا للراية، حاضرًا في خندق الوطن.

عيد أحمد الرواضية
Eidahmad4.ea@gmail.com